رفض المبعوث العربي والدولي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي الكشف عن رد الرئيس السوري بشار الأسد على موضوع هدنة عيد الأضحى، وذلك بعد لقاء جمعهما أمس في دمشق. وأوضح في مؤتمر صحفي عقب اللقاء "لن أتكلم عما دار بيني وبين الرئيس، وأعتقد هو فاهم القصد من كلامنا وهو وحكومته سيقولون رأيهم بهذه الفكرة". ووصف لقاءه مع الأسد بأنه "صريح ومسؤول، تطرقنا لكل الأمور المتعلقة بالشأن السوري، متطلعين إلى المستقبل وإلى ما نأمل أنه حل للأزمة". وتابع المبعوث الدولي "تكلمت مع الأسد بهذا الشأن كما تكلمت مع كل من قابلته في سورية وفي خارجها عن هذه المبادرة الشخصية التي هي ليست مشروعا مطورا وليست جزءا من عملية السلام. وأعتبر أنها مبادرة شخصية ودعوة ونداء لكل سوري، سواء كان فردا في الشارع وفي القرية والحقل، أو مسلحا في جيش سورية النظامي أو من هم معارضون". وأردف أن مبادرته هي "نداء لهؤلاء جميعا بأن يتوقفوا بقرار منفرد. بعدم استعمال السلاح خلال العيد، لو كل شخص اتخذ قرارا منفردا لأصبح قرارا جماعيا". وحول آليات تطبيق الهدنة، رأى الإبراهيمي أنه "إذا لم يلتزم طرف بالهدنة فالشعب هو الذي سيحاسبه". ولفت الإبراهيمي إلى أنه اتصل "ببعض المسؤولين من المعارضين في الخارج والداخل من المعارضة السلمية وبعض الجماعات المسلحة في الداخل. لقينا تجاوبا كبيرا جدا، لم نقابل شخصا من الخارج من المعارضين ولا من المسؤولين في الدول المجاورة إلا وقال إنها فكرة جيدة وإنه يؤيدها ويقبلها، وأيضا من التقينا بهم هنا في الداخل وكذلك من اتصلنا بهم من مسلحين وغير مسلحين". وأعرب الإبراهيمي عن أمله أن "هذا العيد في سورية يكون هادئا، وإن شاء الله لنا عودة بعد العيد، وإذا لقينا هذا الهدوء قد تم فعلا أثناء فترة العيد سنحاول البناء عليه، وإذا لم يحصل سنسعى رغم ذلك، ونأمل في أن ينفتح طريق الانفراج أمام شعب سورية، فليس عندي أي أجندة أخرى غير خدمة الشعب السوري". في المقابل، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن الأسد تأكيده خلال الاجتماع أن "سورية تدعم جهود المبعوث الأممي ومنفتحة على أي جهود مخلصة لإيجاد حل سياسي للأزمة على أساس احترام السيادة السورية ورفض التدخل الخارجي". وأضاف أن "أي مبادرة أو عملية سياسية يجب أن تقوم في جوهرها على مبدأ وقف الإرهاب وما يتطلبه ذلك من التزام الدول المتورطة في دعم وتسليح وإيواء الإرهابيين في سورية بوقف القيام بمثل هذه الأعمال". في غضون ذلك، أوضح الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الهولندي يوري روسنيثال، في القاهرة أمس أن هناك اتفاقا على ضرورة وقف نزيف الدم في سورية. وأبان أنه أطلع الوزير الهولندي عن الهدف الذي يسعى إليه الإبراهيمي لإيجاد هدنة خلال العيد تسمح بمراجعة النفس والبناء عليها من جديد وتوفير سبل الإغاثة للاجئين.