إنا لله وإنا إليه راجعون، إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضي ربنا سبحانه وتعالى في فقيدنا الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن لبده رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنانه. لا أدري من أين أبدأ وأين سأنتهي فلقد حارت كلماتي وعجز قلمي وأصبح قلبي ينزف دما، والعين تذرف دمعا فهي صدمة مرت في حياتي وجف قلمي عن خطها وحارت أفكاري في صياغة كلماتي في وصفها، ففي يوم حزين فوجئت بوفاة أخ عزيز على قلبي، وهو أمر قد هز وجداني ومشاعري فصارت الحياة ضيقة والحزن هو المسيطر على أحاسيسي، إنه لم يكن أخا فقط وإنما كان رحمه الله أخا ووالدا وصديقا. لقد رحل وقلوبنا معه، فكيف لا ترحل القلوب مع الرجل الذي زرع حبه في قلوب الآخرين من الناس الأقرباء والأصدقاء وغيرهم، فقد كانت مكانته كبيرة لدى الجميع، وكان رحمه الله مثالا يحتذى في الجود والكرم والعطاء الذي ليس له حدود، فأعماله الخيرية باقية شاهدة على ذلك من خلال تواضعه الجم، وتعامله الحسن، وأسلوبه الإنساني الراقي. لقد رحل الرجل الذي أفنى حياته ووقته في إصلاح ذات البين، وقد وهبه الله صفات مميزة بحل القضايا والخلافات، بأساليبه الجيدة التي أعطاها الله إياها بالوصول إلى إقناع صاحب الحق في القضية حتى يتنازل عن قضيته لوجه الله سبحانه وتعالى، وهو راض كل الرضا. لقد رحل الرجل الذي يعرف المقامات وإعطاء الناس منازلهم صغيرا كان أو كبيرا، فاتصف بحبه الناس وانعكست هذه الصفات بحب الناس له ورأينا هذا الحب واضحا وجليا في جنازته عندما صلى عليه محبيه في مسجد الملك خالد ممن شيعوا معنا جنازته من المسجد حتى المقبرة سيرا على الأقدام، ومن أتى ليقدم العزاء في وفاته رحمه الله. ولو اكتب عن صفاته لجف القلم وعجز الفكر عن ذكرها.. رحمك الله يا أبا عبدالعزيز رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته.. اللهم ارحمه رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناتك جنة النعيم، واجعل قبره عليه روضة من رياض الجنة. على غير ودي يوم الاثنين وادعته .... وحل الفراق وعند قبره توادعنا