تتجلى في مكةالمكرمة .. قبلة الدنيا ..ومهبط الوحي ..ومنطلق الرسالة وهي تتأهب لموسم حج جديد هذه الأيام جملة من الصور والمشاهدات المهمة والجديرة بالتوقف عندها خاصة في ظل التحديدات المعاصرة والأحداث الجارية التي أفرزتها الثورات العربية .. ففي موسم الحج تبرز صورة مضيئة للحمة الوطنية .. والتفاف أبناء المملكة حول القيادة .. سعوديون من كل مناطق بلادنا الحبيبة ومن عدة جهات حكومية بمناصب ودرجات وظيفية مختلفة ... أمراء .. ووزراء .. أطباء .. ومهندسون ... رجال أمن وحراسات ... تحولوا إلى كتائب ميدانية لخدمة ضيوف بيت الله الحرام في ملامح مشرقة وماتعة تبهج القلوب لتكتمل صورة ايمانية تفيض بالروحانية حيث تتوافد مواكب الحجيج من كل بقاع الدنيا مهللين ومكبرين في بيت أطعم أهله من جوع وآمنهم من خوف . وإذا كانت ثمة دول تتأهب لإدارة الحشود في مناسبات دولية في فترات متقطعة فإن الاهتمام بخدمات حجاج بيت الله الحرام وتطويرها بات في المملكة العربية السعودية عادة سنوية غير منحصرة على فترة زمنية محددة أو جهة مخصصة فخدمات قاصدي البيت الحرام من حجاج ومعتمرين وزوار من أبرز أولويات قيادتنا الرشيدة وهو ما نلمسه واقعا على مدار العام فقبل أن يحل موسم العمرة أو موسم الحج يناقش مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين أو سمو ولي عهده حفظهما الله ما جندته القطاعات الحكومية من خطط وبرامج لتمكين المعتمرين والحجاج من أداء فريضتهم بيسر وسهولة . وقبل أيام قلائل وضع المليك المفدى اللبنات الأولى لتوسعة المسجد النبوي الشريف بعد أن دشن يحفظه الله في شهر رمضان المبارك الماضي توسعة المسجد الحرام . وان كانت توسعة الحرمين الشريفين من أولويات قيادتنا فان الاهتمام بالمناطق والمدن التي يقصدها ضيوف الرحمن تشكل واحدة من الاولويات التي تحرص على تنفيذها . وحتى تصل الخدمات وتنفذ البرامج وفقا لما خطط لها يقوم صاحب السمو الملكي الامير أحمد بن عبدالعزيز وزير الداخلية بجولة للمشاعر المقدسة للوقوف على مدى جاهزية كافة القطاعات الحكومية والمؤسسات الاهلية المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن وقدرتها على تنفيذ خططها وبرامجها حيث توضح الجولة المسارات الخدمية التي تقدمها الدولة لضيوف الرحمن فيما تبرز المشاريع العملاقة والمنفذة في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة أدلة دامغة على اهتمام ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة على خدمة الحج والحجاج . وتظل المشاريع التي تنفذها الدولة لراحة الحجاج مرآة تعكس ارتياح الحجاج على ثقتهم بقدرة واهتمام حكومة المملكة بشؤون الركن الخامس من أركان الإسلام حيث تبرز وحدة الأمة الإسلامية التي تعتبر بلادنا قلبها النابض بالحياة . وفي هذه الأيام العشر المباركة تظل مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة محل اهتمام العالم حيث يجتمع أكبر حشد بشري في العالم لأداء شعائر الحج في أيام معدودات مما يحول أم القرى إلى واجهة سعودية مبهرة في عيون أبناء أمة المليار . حفظ الله بلادنا .. وأمننا .. وولاة أمرنا .. ..ووحدتنا إنه سميع عليم * مدير مكتب جريدة الرياضبمكة المكرمة