حذر المبعوث الأممي العربي الى سورية الاخضر الابراهيمي من انه " اذا استمرت الأزمة السورية فلن تبقى محصورة داخل الحدود السورية بل ستؤثر على المنطقة وخارجها". وشدد في تصريحات صحافية أمس في عمان عقب لقائه وزير الخارجية الأردني ناصر جودة "انه في حال تم وقف القتال وتنفيذ هذه الهدنة اعتقد اننا سنستطيع ان نبنى عليه هدنة حقيقية لوقف اطلاق النار الدائم ولعملية سياسية تساعد السوريين على حل مشاكلهم وإعادة بناء سورية الجديدة التي يتطلع اليها شعبها". ودعا الابراهيمي مجددا السوريين سواء أكانوا مع الحكومة او ضدها الى وقف القتال خلال عيد الاضحى المبارك الاسبوع المقبل، مؤكدا حرصه على استمرار التشاور مع الاردن حول هذه القضية التي تهم كل المنطقة والعالم. وقال جودة من جانبه "اننا نتابع الجهود المكثفة التي يقوم بها الابراهيمي ولا شك ان المهمة صعبة ودقيقة والعنف والقتل مستمران في سورية، وكان خطاب الملك في الأممالمتحدة مؤخرا واضحا بأن العنف يجب ان ينتهي ويتوقف والمرحلة الانتقالية يجب ان تبدأ". وأشار إلى أن "هناك الكثير من التداعيات للأزمة في سورية ونحن من اكثر الدول المتأثرة وخاصة فيما يتعلق بالجانب الانساني لوجود اكثر من 210 آلاف مواطن سوري على الارض الاردنية ولكن يبقى حرصنا الاساسي على الشعب السوري وعلى أمنه وامانه واستقراره والحفاظ على وحدة اراضيه والعيش بكرامة"، وقال ان :"هناك الكثير من الامور التي بحثت في هذا الجانب وتم تبادل الآراء والمشورة حولها والاستفادة من الآراء التي طرحها المبعوث الاممي العربي المشترك الى سورية". واشار جودة الى "مبادرة ونداء الهدنة اثناء، معربا عن امله بأن تتم الاستجابة لهذا النداء". واستعرض الطرفان تداعيات الأزمة السورية على دول الجوار خاصة الاردن الذي استقبل اكثر من 210 آلاف سوري لجأوا اليه بسبب العنف الدائر في سوريا والعبء الذي يتحمله الاردن في هذا الإطار. وأكدا اهمية استمرار التنسيق والتواصل والتشاور بين الطرفين بما يسهم في إنهاء الازمة السورية، مؤكدين اهمية التوصل الى حل سياسي. في دمشق، قال المتحدث باسم الوزارة جهاد مقدسي ل"فرانس برس" ان الابراهيمي سيلتقي صباح السبت وزير الخارجية وليد المعلم. ويصل الابراهيمي الى دمشق وسط اجواء مواتية لجهوده التي تركز "على إقناع الأطراف بالموافقة على تحقيق هدف جزئي ومؤقت"، بحسب ما كتبت صحيفة "البعث" التابعة للحزب الحاكم في افتتاحيتها أمس. واشارت الصحيفة الى ان طرح وقف النار في الاضحى "هو بمثابة نواة أولى للحل واختبار للنوايا في نفس الوقت، بغية تثبيته وتوسيعه لاحقا". واعتبرت ان طلب الموفد الدولي من "بعض الاطراف الاقليمية والدولية" عدم مد "المجموعات المسلحة" بالسلاح والبناء على النقاط الست لسلفه كوفي عنان واعتماده مفردات حل "سيادي" في سورية، يعكس "قناعة لدى الابراهيمي ان اصعب العراقيل التي تعيق الحل السياسي لا تأتي من الطرف الحكومي".-على حد تعبير الصحيفة- وتابعت "ولعل هذه القناعة هي التي تفسر بذل الرجل جهدا دبلوماسيا شاقا وحذرا لتذليل تلك العراقيل، واتباع ما يمكن تسميته بدبلوماسية التقدم ببطء".