حينما خرج ياسر القحطاني على الملأ ليعلن عن رغبته في ارتداء شعار الهلال، فإن هذا الإعلان جاء ليقطع رأي كل خطيب فلا الادارة القدساوية تستطيع تأويل رغبة ياسر كما فعلت قبلا، ولا الاتحاديون قادرين على الاخذ والرد في الامر بعد ان قالها «ولد القحطاني» على بلاطة «اريد الهلال ولا شيء غير الهلال»!!. ٭٭ وبعيدا عن سياسة العرض والطلب التي نجح فيها القدساويون والتي اسماها البعض مزايدات، وأياً تكن هي فلا يمكن لكائن من كان ان يلومهم عليها، وإن تحفظت على بعض جوانبها، ونأياً أيضا عن عملية «كسر العظم» التي مارسها الهلاليون والاتحاديون طوال الاسبوعين الماضيين، فإن الناجح الاول في الصفقة هو ياسر نفسه الذي استطاع ان يقول كلمته في الوقت المناسب على طريقة «اعقها وتوكل». ٭٭ فياسر وهو يعلن عن رغبته بدا واضحا انه قد اخضع نفسه الى عملية ترويض شديدة في ظل الهوجة الاعلامية والاغراءات المادية، وظهر بجلاء انه تعامل مع العرض الهلالي كتلك الفرص التي تمر - كما يقال - مر السحاب. ٭٭ والاجمل من هذا وذاك ان ياسر في أعلانه قد أكد غير مرة انه لم يلتفت للاغراءات المادية بقدرما التفت الى فرص نجاحه، واحسب انه حينما تحدث عن ذلك لم يكن يعني النجاح الفني بقدرما كان يعني اموراً ابعد بكثير من ذلك، وكاني به قد استحضر تجارب سابقة جعلها كمقياس فعلي في النجاح وعدمه. ٭٭ ولا اجد بأسا ان اعبر عن رأيي الآن، واعلنها - صريحة - ان فرص ياسر القحطاني في النجاح في الهلال تبدو اكبر بكثير، والفرصة التي اعنيها هي كما يراها اهل المنطق بانها اللحظة التي تبدو فيها عوامل النجاح متوفرة، ولحظة العمل المنتج قائمة، وهو التي تعرف ببساطة اكبر بالظرف المناسب للتقدم والنجاح، ولا اعتقد ان ثمة فرصة افضل من هذه لنجاح وتقدم مطردين لنجم «المنتخب» ياسر القحطاني. ٭٭ وليعلم ياسر ان الفرص - غالبا - تصنع ولا تأتي قدرا، ولهذا فقد احسن حينما عقلها وتوكل، حتى وإن اراد له بعض المحيطين به غير ما يريد من خلال ممارسة بعض الضغوطات وتمرير بعض الإملاءات واختلاق بعض الاكاذيب، إما بتضخيم بعض العروض أو باختلاق البعض منها، حتى بتنا نسمع عن عروض اوروبية وعربية تخرج بين يوم وليلة!. ٭٭ ولعل ما يؤلم ان المبادئ و المثل التي ظل البعض يلوح بها في التعاطي مع مسألة احتراف اللاعب في أي ناد يختاره قد سقطت كما تسقط ورقة التوت فلم تمر سوى سويعات على اعلان ياسر عن رغبته في ارتداء القميص الازرق حتى ظهرت الحقيقة وبانت وعرت كل شيء، نعم كل شيء!! ٭٭ ولمن لا يعلم، فإن اعلان ياسر لرغبته في الهلال ليس بالحدث الجديد، إنما هو اعلان لامتزاج للعقل بالعاطفة،فعاطفة ياسر ولدت معه زرقاء هلالية، فحبه للهلال ولد معه وترعرع حتى قبل ان يرتدي القميص القدساوي وهو ما يعلمه القدساويون انفسهم، وتزاوج عقله بعاطفتة بعد ان بلغ الرشد ونضج، محظوظ هو من يمتزج عقله بعاطفته، فهنيئا لياسر بالهلال، وهنيئا للهلال بياسر، والبشرى للوطن!. [email protected]