اليوم جرّبتُ القلق، وعرفت كم هو ظالم، وكم هو غاشم.! تذكرون ذلك الكتيّب الصغير الشهير (دع القلق وابدأ الحياة) وكاتبه ديل كارنيجي.. كنتُ أعجب من عنوانه المستقز .. كيف يمكنني أن أدع القلق وهو لا يدعني ؟! من الذي يتسلط على الآخر ويعبث به ويبعثره ، أنا أم هو ؟! إن هذا العدو الشرس يجعلنا في الغالب نفترض الأسوأ.. يجسد بالظن المخاوف وكأنها حقيقة لها أنياب ومخالب.! أعتذر إليك يا صاحبي عن كل موقف أقلقتك فيه دون قصد.. * * * ما كان يخالط الناس .. لم يكن يظهر إلا في الليالي المقمرة، يحدّق في ضوء القمر على صفحة الماء وقتًا طويلاً إلى أن يطرد النهار آخر فلول الليل .. عندما يدهمه النهار بصخبه يلملم أطرافه ويغيب، في انتظار القمر من جديد.! كان يتوخى الحيطة والحذر في التعامل مع السادة (العقلاء) .. ظلوا (طلقاء) لا لأنهم أصحاء وإنما لأن المصحات النفسية لا تستوعبهم .! * * * كتبتُ عن أصحاب السعادة (المجانين)، الذين كانوا جزءاً من حياة الناس فيما سلف.. يقاسمونهم الحلوة والمرّة .. ذكرتُ بعضهم بأسمائهم التي أصبحت تراثاً شعبياً ، ولم يكن يهمهم ماذا يقول العقلاء عنهم .. إن أصحاب السعادة المجانين لم يكن عددهم يتجاوز عدد أصابع اليدين.. أما اليوم فمن يستطيع أن يحصي عدد السادة (العقلاء)؟! * * * *آخر السطور : من بوح البدر " قمري.. يا شمس الذهب سفري ورا عيونك تعب.. ومن الهدب لين الهدب بحر ومراكب من لهب أمواج تبحر بي رضا وأمواج تلعب بي غضب " .!