أكد وزير الاقتصاد والتخطيط الدكتور محمد بن سليمان الجاسر أن هناك تحديين رئيسين تواجههما المملكة لتحقيق التنافسية العالمية، يتمثل الأول في تطوير السبل والوسائل التي تكفل للاقتصاد استحداث الفرص الوظيفية الكافية لاستيعاب الداخلين الجدد إلى سوق العمل في الحاضر والمستقبل، واستيعاب من ليس لديهم عمل في الوقت الحاضر، أما التحدي الثاني فيكمن في إرساء معدلات الإنتاجية العالية والحفاظ عليها بصورة مستدامة في كل من القطاعين الحكومي والخاص، ونحن نبذل جهوداً حثيثة على كافة الأصعدة لمجابهة هذين التحديين. وعبّر الجاسر في محاضرة ألقاها في الجامعة الاسلامية بالمدينةالمنورة حول مستقبل الاقتصاد السعودي في ظل التنامي المطرد للاقتصادات الناشئة، عن تفاؤله بمستقبل المملكة بسبب ما تشهده المملكة من تطور سكاني يعرف ب "النافذة الديموغرافية" وهي مرحلة تزيد فيها أعداد أفراد المجتمع ممن هم في سن العمل عن غيرهم من بقية السكان، ففي عام 2011 تراوحت أعداد السكان ممن هم في سن العمل بين 15 و64 وشكلت 61٪ من مجموع السكان في مقابل 3.5٪ ممن تزيد أعمارهم على 75 سنة، و35.6٪ ممن تقل أعمارهم عن 15 سنة، وهذه هي المرة الأولى التي تزيد فيها أعداد السكان ممن هم في سن العمل عن غيرهم، وهو وضع لا يتكرر كثيراً في تاريخ الدول والشعوب، وعلينا أن نحسن الاستفادة من هذه الفرصة متوخين الحكمة والحصافة في استغلالها. وعبر الجاسر عن القلق حيال مشكلة التستر في قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة، حيث قال: نحن نستشعر القلق على وجه الخصوص حيال مشكلة التستر في قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة حيث تتحول فرص العمل الناشئة عن ذلك النشاط لعمالة أجنبية غير شرعية ما يحرم المواطن من تلك الفرص، بل ويحرم المجتمع من فرص تحول تلك المنشآت إلى شركات كبيرة قابلة للنمو والتطور ترفد النمو الاقتصادي الوطني.