واصلت استثمارات منطقة الخليج العربي توجيه الرساميل إلى قطاع الايواء، وجاءت امارة دبي والمملكة على رأس مناطق التوطين الاستثماري.. مدفوعا بالمتغيرات الاقتصادية والسياسية، ونمو السياحة الدينية في مكةالمكرمة والمدينة المنورة نتيجة الجهود الحكومية الكبرى لتوسعة الحرمين، وزيادة طاقة المشاعر المقدسة. ويرى الدكتور عبدالله المشعل المستثمر في صناعة الفنادق – اربع نجوم – ورئيس مجلس شركة مثمرة؛ أن صناعة الايواء في مكةالمكرمة ذات تميز متفرد عالمياً، حيث أنها تستقطب المسلمين من كل دول العالم.. وهنا نتحدث عن تنوع ضخم جداً من الثقافات والعادات والسلوكيات، كما أن قدرات هؤلاء تتباين تبعاً لقدراتهم المالية، وفي ذات الوقت امكانية دولهم، فعلى سبيل المثال المعتمر او الحاج القادم من دول الخليج، يختلف من حيث متطلباته السكنية، واحتياجاته.. عن آخر قادم من بعض الدول العربية، أو الاسيوية.. وقالت اليزابث راندل المديرة التنفيذية لشركة إس تي آر غلوبال: "في الوقت الذي بلغ فيه معدل اشغال الفنادق في الشرق الأوسط نسبة 69 في المائة، تراجعت المعدلات في أسواق مثل قطر والبحرين والكويت بشكل ملحوظ"؛ ومن المتوقع أن تشهد المملكة أداء جيدا بالنسبة للمطورين في الشرق الأوسط، مع نمو في قطاع السفر الداخلي والسياحة الدينية لا سيما في مكة حيث تصدرت النمو ب33.8 في المائة في المنطقة في سعر الغرف المتوفرة المباعة في 2011. وقال متحدثون في المؤتمر العربي للاستثمار الفندقي 2012، في دبي إن منطقة الشرق الأوسط تسير بقوة لتعزيز مكانتها كواحدة من أسرع المناطق نموا في مجال تطوير المشاريع المرتبطة بقطاع الضيافة بمعدلات تفوق منافسيها في مختلف مناطق العالم، وأكد نيناد باسيك، الخبير في الأسواق الناشئة: أن أسعار النفط تلعب دورا محوريا في دفع المشاريع الحالية والمستقبلية في قطاع الضيافة، وأضاف بأن "أسعار النفط المرتفعة قد لعبت دورا كبيرا في تحقيق معدلات مرتفعة من النمو في القطاع في حين أسهمت أحداث الربيع العربي في زيادة الإنفاق الحكومي في جميع أنحاء المنطقة". وقال باسيك إن هذا الوضع شجع الكثير من الشركات العالمية المتخصصة في قطاع الضيافة على نقل أعمالها إلى منطقة الخليج مدفوعة بوفرة النشاط الاقتصادي لتلك المناطق. وحققت منطقة الشرق الأوسط المركز الثالث في قائمة النمو الاقتصادي السنوي بأكثر من 4 في المائة مقارنة بمنطقة آسيا التي حققت نموا بنسبة 7 في المائة والولايات المتحدة بنسبة 2 في المائة وأوروبا بنسبة أقل من ذلك، وفقا لباسيك. وأضاف نيناد باسيك "تعتبر المقومات الاقتصادية في المنطقة، لا سيما في دول مجلس التعاون الخليجي، من بين أفضل المقومات في العالم نظرا لاعتمادها على تركيبة قوية من العناصر الأساسية بما فيها عوائد النفط المجزية والاحتياطيات الحكومية ومساهمة أموال صناديق الثروات السيادية". وحذر باسيك من ارتفاع حدة المنافسة بين اللاعبين في قطاع الضيافة في ظل حجم الانفاق الحكومي المتوقع أن يصل إلى أكثر من تريليون دولار أمريكي على مدى السنوات الأربع المقبلة لتحفيز الاقتصادات الإقليمية بما فيها المملكة العربية السعودية وقطر وسلطنة عمان وأبو ظبي. ووفقا لبيانات أحدث تقرير أصدرته شركة "إس تي آر غلوبال" للأبحاث حول أداء قطاع الضيافة في المنطقة ارتفع معدل الايرادات بالنسبة للغرف المتوفرة المباعة بنسبة 10.4 في المائة في الشرق الأوسط خلال الربع الأول من 2012 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي وبمعدل يفوق الأداء في آسيا وأمريكا الشمالية بمقدار 50 في المائة، وتتفاوت هذه الأرقام بين المدن الكبرى حيث حققت دبي نسبة اشغال بلغت 86،6 في المائة وسعر يومي بلغ 250 دولارا أمريكيا في المتوسط للتقرير. اليزابث راندل