بالمتابعة، ستجدون أن أعمدة صحفية محليّة تُردد، وتحاول أن تطرح حلولاً لكثرة صكوك الإعسار التي صارت لا تخلو منها حقيبة معقّب، ولا إضبارة محام، ولا أجندة تخلّص ومراوغة. فصار صك الإعسار يُشبه علبة المسكنات التي لا يستغني عنها المرء . وقديماً، كان المال، من ماشية وغيرها يتعرض لهلاك جزئي أو كلّي نتيجة قوة أو أذى جاء بقدرة المولى عزّ وجل. كالغرق للزراعة والجفاف والضواري للماشية، ونفوق الأنعام، وهجوم الآفات وما دار حول ذلك. وفسّر أكثر من عالم بأن آية التيسير «وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة» نزلت لأسباب كهذه أو لشيء قريب منها. من فوائد الآية: ثبوت رحمة الله عز وجل؛ وجه ذلك أنه أوجب على الدائن إنظار المدين؛ وهذا رحمة بالمعسر. ومنها: حكمة الله عز وجل بانقسام الناس إلى موسر، ومعسر؛ الموسر في الآية: الدائن؛ والمعسر: المدين؛ وحكمة الله عز وجل هذه لا يمكن أن تستقيم أمور العباد إلا بها. لكننا بالغنى في إساءة استعمالها. وجاء في ذهني أن القانون الفرنسي أتى بعبارة أخذت بمضمونها قوانين التأمين في العالم. وهي عبارة (Force Majeure)، ويعرفها كل من درس القانون في العالم، أو مارسه. وتعني: القوّة القاهرة أو الغالبة كالحروب والكوارث الطبيعية، ونتائج القضاء والقدر وما إليها. وأعتقد أن القانون الفرنسي أحسن من عمل بمضمون آية الميسرة الكريمة، وإن كانت الآية الكريمة تخص المداينة، وورد في تفسيرها عدة مسائل، إلاّ أن القوة القاهرة (في التأمين مثلاً) تدعو إلى الميسرة أو التساهل. عندي أن صكوك الإعسار صارت مثل بوليصة التأمين على الخدعة والنصب والاحتيال أو بعبارة أخرى من خطط لسرقة فليضع المنهجة تلك بحسابه وسيجد من يعينه ويُنفذ له الحصول على صك إعسار خارطة النهب وسرقة أموال الناس تبدأ بفكره وتنتهي بصك إعسار. الردع لن يصل هذا المحتال وقد تنتهي أموره لصالحه لكن لو شُدد الضرب على يد المحتال فهو بلا شك رادع لمن يفتح مساهمات ينجذب إليها الناس بتأثير إعلانات متتالية. فيدفع السّذّج أموالهم ثم يفاجأون بصك إعسار «هذا طوله» يحمي المتلاعب ولا يجد الضحيّة حاميا إلا الله.