ألقى الدكتور منصور بن سعيد القرني ، مدير إدارة المناصحة بمركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية ، محاضرة عن الأمن الفكري من الناحية الأمنية، وذلك في الدورة المتقدمة التي ينفذها معهد الأئمة والخطباء في مقرِّه بالرياض، باعتبارها قضية برزت في الآونة الأخيرة بشكل أكبر، نتيجة عدَّة عوامل داخلية وخارجية. وأوضح سعادته أن الاهتمام بالأمن الفكري هو في حقيقته اهتمام بأمن العقيدة الإسلامية، وهو بمثابة واسطة العِقد ضمن منظومة الأمن الاجتماعي، مستشهداَ بقول صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله " إن الأمن الفكري جزء من منظومة الأمن العام في المجتمع ، بل هو ركيزة كل أمن ، وأساس لكل استقرار ، وأن مبعثه ومظهره التزام بالأدب والضوابط الشرعية والمرعية التي ينبغي على أفراد المجتمع الأخذ بها". و تناول القرني جهود المملكة في تحقيق الأمن الفكري من خلال برنامج مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية ، الذي يتبني إستراتيجية فعَّالة ترتكز على ثلاثة أمور مهمة ، هي : الوقاية ، والتأهيل ، والرعاية ، وأن هذه الإستراتيجية تنفَّذ من خلال ثلاثة برامج هي: يرنامج المناصحة بشقيه الوقائي والعلاجي ، وبرنامج الرعاية والتأهيل ، وبرنامج الرعاية اللاحقة، وأن هذه الإستراتيجية المتخذة في البرنامج حققت بعد توفيق الله سبحانه وتعالى نتائج إيجابية ، وسارعت في تحقيق الأمن الفكري في المملكة. ثم أجاب سعادته عن استفسارات الأئمة والخطباء التي تمحورت حول الأمور الاجتماعية والفكرية ، مؤكداً على أهمية دور الأئمة والخطباء والدعاة، وأنهم الخطّ الأول في تحقيق الأمن الفكري، وأوصاهم بالتركيز على الخطاب الدعوي والتوعوي المعتدل الذي يتناسب مع الفئة المستمعة وخاصة الشباب والناشئة، وبالأسلوب الذي يفهمونه، وأكِّد على أهمية تعديل الأساليب الدعوية الحالية بأخرى أكثر قبولاً، وأكثر ملاءمة لتفكير الشباب وواقعهم. من جهة ثانية أعرب مدير المعهد الشيخ قاسم بن سعد المبارك عن شكره وتقديره للدكتور منصور القرني ، وأثنى على الإستراتيجية التي اتخذها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، في هذه البرامج، مؤكدا أنها تعكسُ العنايةَ الفائقةَ من سموِّه الكريمِ، وتحملُ مضامينَ ساميةً في المُحافظةِ على أمن هذه البلاد المباركة ومصالحِ المسلمين، كما أشاد بالجهود المبذولة من معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ في هذا الموضوع.