جرياً على العادة في كل عام يسلم كبير سدنة بيت الله الحرام الشيخ عبدالعزيز الشيبي يوم غد الاربعاء من معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين كسوة الكعبة المشرفة ليتم تركيبها على الكعبة المشرفة في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة بدلاً من الكسوة الحالية. وتتكون الكسوة من خمس قطع تغطى كل قطعة وجهاً من اوجه الكعبة المشرفة والقطعة الخامسة هي الستارة التي توضع على باب الكعبة ويتم توصيل هذه القطع مع بعضها البعض وتشتمل الكسوة على ستارة باب الكعبة ويطلق عليها البرقع وهي معمولة من الحرير بارتفاع ستة امتار ونصف المتر وبعرض ثلاثة امتار ونصف المتر مكتوب عليها آيات قرآنية ومزخرفة بزخارف اسلامية مطرزة تطريزاً بارزاً مغطى بأسلاك الفضة المطلية بالذهب. كما توجد تحت الحزام آيات قرآنية مكتوب كل منها داخل إطار منفصل ويوجد في الفواصل التي بينها شكل قنديل مكتوب عليه/ يا حي يا قيوم/ يا رحمن يا رحيم/ الحمد لله رب العالمين/ ومطرز الحزام بتطريز بارز مغطى بسلك فضي مطلي بالذهب ويحيط بالكعبة المشرفة بكاملها. وتمر صناعة الكسوة بعدة مراحل هي مرحلة الصباغة التي يتم فيها صباغة الحرير الخام المستورد على هيئة شلل باللون الاسود او الاحمر او الاخضر ومرحلة النسيج ويتم فيها تحويل هذه الشلل المصبوغة اما الى قماش حرير سادة ليطبع ثم يطرز عليه الحزام أو الستارة أو إلى قماش حرير (جاكارد) المكون لقماش الكسوة ومرحلة الطباعة ويتم فيها طباعة جميع الخطوط والزخارف الموجودة بالحزام او الستارة على القماش بطريقة السلك سكرين وذلك تمهيداً لتطريزها ثم مرحلة التجميع ويتم فيها تجميع قماش (الجاكارد) لتشكل جوانب الكسوة الاربعة ثم تثبت عليه قطع الحزام والستارة تمهيداً لتركيبها فوق الكعبة المشرفة. وتتم هذه المراحل في جميع اقسام المصنع المتمثلة في اقسام الحزام والنسيج اليدوي والنسيج الآلي والطباعة والإعلام والستارة والصباغة ويعمل بها اكثر من مائتي موظف من الطاقات السعودية المؤصلة والمدربة على هذه الصناعة المميزة. وينتج المصنع الكسوة الخارجية والداخلية للكعبة المشرفة بالاضافة الى الإعلام والقطع التي تقوم الدولة باهدائها لكبار الشخصيات. وسيتم خلال هذه المناسبة التي يحضرها نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الشيخ الدكتور محمد بن ناصر الخزيم التوقيع على اجراءات الاستلام والتسليم من قبل الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وكبير سدنة بيت الله الحرام وذلك بمقر مصنع كسوة الكعبة المشرفة بأم الجود بمكةالمكرمة حيث خصص هذا المصنع لصناعة كسوة الكعبة المشرفة الداخلية والخارجية ويضم عددا من الاقسام منها اقسام الحزام والطباعة والصباغة والإعلام والنسيج اليدوي والنسيج الآلي ويقوم بصناعة الكسوة كوادر وطنية مدربة ومؤهلة ومتخصصة في هذا المجال الفريد من نوعه. وتبلغ التكلفة الاجمالية لثوب الكعبة 20 مليون ريال وتصنع من الحرير الطبيعي الخاص الذي يتم صبغه باللون الاسود ويبلغ ارتفاع الثوب 14 متراً ويوجد في الثلث الاعلى منه الحزام الذي يبلغ عرضه 95 سنتمتراً وبطول 47 متراً والمكون من ست عشرة قطعة محاطة بشكل مربع من الزخارف الاسلامية. تجدر الاشارة الى ان الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (رحمه الله) اصدر امره الكريم بانشاء دار خاصة لعمل صناعة كسوة الكعبة المشرفة في منتصف عام 1346ه . واستمر العمل بانشاء كسوة الكعبة المشرفة الى ان تم تجديد المصنع وتحديثه وافتتح في عام 1397ه بأم الجود بمكةالمكرمة وزود بالآلات الحديثة لتحضير النسيج.. واحداث قسم للنسيج الآلي مع الابقاء على اسلوب الانتاج اليدوي لما له من قيمة فنية عالية وما زال المصنع يواكب عجلة التطور ويحافظ على التراث اليدوي العريق لينتج الكسوة في ابهى صورها حيث تبلغ تكلفة صناعة الثوب التقريبية حوالي عشرين مليون ريال. وأوضح المشرف العام على مصنع كسوة الكعبة المشرفة زياد بن محيي الدين خوجه ان اهم اقسام المصنع قسم الحزام وقسم الخياطة وقسم المصبغة وقسم الطباعة وقسم النسيج الآلي واليدوي حيث يعمل في تلك الاقسام اكثر من 214 عاملاً سعودياً من الطاقات السعودية المؤهلة والمدربة. وبين خوجه انه في الاولى من شهر ذي الحجة من كل عام يقوم معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بتسليم ثوب الكعبة المشرفة الجديد لكبير سدنة بيت الله الحرام. وافاد ان المصنع يقوم كذلك بانتاج اعلام المملكة العربية السعودية طبقاً لنظام علم المملكة وان مصنع كسوة الكعبة المشرفة اصبح معلماً بارزاً في مكةالمكرمة يزوره كل عام الآلاف من المسلمين من مختلف انحاء المعمورة ومن جميع المستويات يسجلون باعجاب وتقدير ما وصل اليه المصنع من تطور وازدهار في عهد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله.