لازلت أرى بأن قضية الموارد البشرية والبطالة تحديداً من أهم القضايا الاستراتيجية التي لابد أن نوليها مزيدا من الاهتمام ولا أدري متى وكيف سنعالج هذه البطالة التي باتت خطراً كبيراً يواجه المجتمع، فعندما كنت أكتب وأدافع عن قضية خريجي الدبلومات الصحية الذين عانوا طويلاً من بطالتهم من خلال تحمل أربع جهات هي العمل والخدمة المدنيه والمالية والصحة مسؤوليتهم، فإذا بي اتفاجأ من خبر نيّة وزارة الصحة التعاقد مع 100 ألف ممرضة من أسبانيا!، ولم تعلق الوزارة على هذه الخبر بالتأكيد أوالنفي، ومع تقديرنا وتأييدنا لوزارة الصحة في اختيار الكفاءات الطبية المتميزة إلا أن ذلك لا يُعفيها من مسئولية توظيف الخريجين من المجالات الصحية أو إعادة تأهيلهم ان لزم الأمر، فهل من المعقول أن يصل بنا الحال الى ترك أبنائنا وبناتنا وأكثرهم تخصص تمريض ونتجه الى الخارج؟ ألم نستوعب قضية ال 12 ألف خريج صحي يراجعون هذه الجهات ومسئوليها كأنهم يتسولون! والملك أطال الله في عمره أمر بتعيين كل الخريجين. طالما نحن بهذا الفكر كيف سنستطيع أن نعالج البطالة في كل القطاعات هل مسؤولي الصحة الذين قرروا الاستعانة بممرضات أسبانيا معجبين بفريقي برشلونة وريال مدريد وتميزهم الكروي كي يتميزون بالتمريض! أو أن الاجواء السياحية في أسبانيا كانت سببا في اللجوء لهذا التعاقد؟ الم يشاهد أحد مسؤولي الصحة لذلك الشاب في منطقة تبوك وهو يحمل على سيارته (المستأجرة) لوحة ينتظر وزيرالصحة مكتوب عليها عاطل من ثلاث سنوات وأحتاج وظيفة، أو لذلك الشاب الذي كتب على لوحته (وظفوني حتى يزوجني أبي ) حالات محزنة مر بها هؤلاء الشباب وعبروا عن معاناتهم فما بال الفتيات اللاتي حتى فرص التعبير في التوظيف لا يحصلن عليها! نحن في أزمة خانقه في ادارة سوق العمل ويبدو أن لدينا نقصا في القيادات ومن يتحمل المسؤولية في إدارات التوظيف لذا نحن بحاجه إلى إعادة النظر في هذا الأمر. قضية موظفي التخصصات الصحية ليست الوحيدة ففي الخطة الخمسية التاسعة نحتاج الى توفير مليون ونصف المليون وظيفة لنعالج البطالة فكيف سنتمكن من ذلك ونحن عاجزون عن توفير 12 ألف وظيفة وفي قطاع الصحة الذي يعج بالأجانب، كما قلت إدارة سوق العمل من وزارة العمل والخدمة المدنية ومن خلفهم وزارة المالية والمتحكمون في إدارات التوظيف في الإدارات الحكومية غير قادرين على معالجة هذا الملف الشائك والمؤثر في حياة واستقرار المجتمع وينبغي ان نتصارح ونضع النقاط على الحروف فأعداد الخريجين في تزايد رهيب وإن لم نبدأ من الأساسيات وهي التعليم والتدريب المناسب لاحتياجات سوق العمل في المرحله الأولى على أن تقوم مشروعات كبرى للتوظيف والحد من الاستقدام الكثيف وبعد ذلك وضع قيادات قادرة على الادارة وتحمل المسؤولية سنجد انفسنا فجأة في مشكله كبرى تضاهي ما نحن فيه، والحل من وجهة نظري اصدار قرارعاجل بحضر أي استقدام لأي أجنبي من قبل الجهات الحكومية أو حتى الخاصة إذا توفر نظيره السعودي وبدون استثناء وهذا ما سيعالج البطالة بشكل جذري إن شاء الله.