أربعة أشهر كاملة هي الفترة التي قضتها الرضيعة "سكارلت دوغان" قبل أن يتم تشخيص معانتها من متلازمة قصور نمو الجانب الأيمن من القلب الخطيرة التي تعني عدم النمو الكامل للجزء الأيمن من قلبها والذي بدوره يؤدي إلى ضعف ضخ المقدار الكافي من الدم إلى الرئتين. وتعد هذه المتلازمة المرضية السبب الرئيسي في وفاة 600 مولود يتم تشخيص إصابتهم بمثل هذه الملازمة سنوياً بعد ولادتهم بأيام قليلة ولا ينجو منها إلا عدد قليل جداً . ولكن هذه المناضلة الصغيرة غيرت تقريباً كل هذه الثوابت الطبية ببقائها، بمشيئة الله، على قيد الحياة بالرغم من تأخر اكتشاف حالتها حيث يتم في الغالب وضوح مثل هذه الحالات قبل الولادة و تحديداً بعد بلوغ الجنين 22 أسبوعاً من العمر من خلال فحص الأشعة الوقائي الذي تجريه الأمهات . ولكن في حالة "سكارلت" لم يتبين ذلك إلا بعد ملاحظة و الدتها "نيكول- 28 عاماً " الفرق في المزاج والطبع بينها وبين أخيها "ناثانيال" الذي يبلغ من العمر سنتين تقريباً حيث بدأت تشك بوجود مشكلة حيث كانت لا تتمتع بنفس الطبيعة المرحة التي يتحلى بها شقيقها. وعرضت الأم مشكلة طفلتها عندما زادت معاناتها من بكائها المتواصل وقلة نومها على أحد أطباء الأطفال الذي جعلها تقرر بعد فحص سريع الذهاب إلى مستشفى "يوركهل" للأطفال في "غلاسكو" ليتم على الفور هناك إدخالها إلى وحدة العناية الفائقة بعد تقييم وضعها الصحي وذلك للبدء في إجراءات علاجها. وحينها أخبر الأطباء "نيكول" بأن ابنتها هزمت كل التوقعات ببقائها على قيد الحياة كل هذه الفترة بلا علاج . ولم يستطع الأطباء تفسير بلوغ الصغيرة لهذا العمر وهي على هذه الحالة الطبية الخطيرة. وخضعت الصغيرة لعمليتين جراحيتين رئيسيتين في القلب قضى خلالها الأطباء ساعات في تحويل شرايين رئيسية مباشرة إلى رئتيها لتحسين تدفق الأكسجين. ويأمل الأطباء بأن تتمتع سكارلت بحياة طبيعية نسبياً على الرغم من أنها ستحتاج إلى عملية زراعة قلب عند بلوغها السنوات الأولى من مراهقتها . وتكمن الخطورة في الإصابة بمثل هذه الحالة الطبية النادرة وهي ضعف أو قصور نمو أحد جانبي القلب الأيمن أو الأيسر بمضاعفة الضغط والجهد على الجانب الآخر السليم مما يؤدي في النهاية إلى خلل في عمله وانهياره كلياً.