دارت معارك شرسة في مدينة حلب بشمال سوريا امس بعد يوم من شن المعارضة لهجوم واسع النطاق ضد القوات الحكومية في أكبر المدن السورية. وشنت قوات المعارضة الجمعة أكبر هجوم من نوعه في حلب قرب الحدود مع تركيا لاستعادة مناطق تسيطر عليها القوات الموالية للرئيس بشار الأسد. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن "وحدة من القوات المسلحة استهدفت مجموعات من الإرهابيين في ضاحية الكلاسة بحلب وقتلت وأصابت العشرات من الإرهابيين". وقال الجيش السوري الحر المعارض الجمعة إنه شن "معركة حاسمة" في المركز التجاري لسوريا. وقال أحد قادة الجيش ، ويدعى أبو عمر الحلبي ، إن قوات الحكومة نفذت 20 غارة جوية على الأقل على مناطق سيطرت عليها المعارضة في اليوم السابق. وذكر نشطاء أن نحو 230 شخصا قتلوا في أنحاء متفرقة من سوريا الجمعة معظمهم في حلب. على صعيد متصل لمحت تركيا الى انها ستقوم بعمل اذا تكرر هجوم بقذيفة مورتر على اراضيها من داخل سوريا. وقالت وكالة دوجان الخاصة للأنباء ان قذيفة مورتر اطلقت من سوريا سقطت في جنوب شرق تركيا الجمعة وألحقت أضرارا بمنازل وأماكن عمل في منطقة أكاكالي الحدودية. وصرح وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو للصحافيين في نيويورك ان أنقرة أبلغت الاممالمتحدة وحلف شمال الاطسي بالحادث في تصريحات اذاعتها شبكة (سي.ان.ان.ترك). وذكر داود أوغلو الليلة قبل الماضية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة دون ان يخوض في تفاصيل "أود ان يعلم الناس انه اذا استمرت مثل هذه الانتهاكات لحدودنا فإننا نحتفظ بحقوقنا وسنمارس هذه الحقوق." واستقبلت تركيا مئات آلاف اللاجئين الفارين من الصراع في سوريا وتستضيف عددا من شخصيات المعارضة السورية. وفي ابريل/ نيسان قالت تركيا ان خمسة اشخاص على الاقل بينهم مسؤولان تركيان اصيبوا بجروح عندما أصابت نيران اطلقت عبر الحدود مخيما للاجئين السوريين في كيليس التي تقع الى الغرب على الحدود. وعززت تركيا قواتها ودفاعاتها الجوية على امتداد الحدود التي يبلغ طولها 900 كيلومتر بعد ان اسقطت سوريا طائرة استطلاع تركية في يونيو/ حزيران. وفي ذلك الوقت قال رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان ان أي عنصر سوري يقترب من حدود تركيا سيعتبر تهديدا يتم التعامل معه كهدف عسكري. في شأن متصل نفت مصادر سورية عسكرية مطلعة "أن تكون السلطات عمدت إلى إنشاء هيئة عامة للدفاع الوطني مشكلة من عشرات الآلاف من الشبيحة الداعمين للنظام". ونقلت مصادر إعلامية شبه رسمية إن "السلطات لا تعمل على تشكيل فرق مقاتلة نخبوية من عشرات الآلاف من الشبيحة" . وقالت المصادر امس إن "الجيش السوري كان وما يزال مرآة لكافة أطياف الشعب السوري ولم ولن يكون الفرز انتقائيا على الإطلاق". وأوضحت المصادر السورية العسكرية أن "أبناء الوطن السوري الواحد مدركون ومتفطنون لحجم الشحن الطائفي البغيض الذي تسعى أطراف باتت مكشوفة لفرضه داخل النسيج الاجتماعي لسوريا بلد التعايش". ولا تثق قوى المعارضة بما تردده السلطات الفاقدة للشرعية " بحسب تعبيرها. وكانت بعض وسائل الإعلام قد روجت أن السلطات تسعى لاستيعاب "الشبيحة" في مؤسسات "وطنية" تقوم بالدفاع عن البلاد على حد تعبيرها . و"الشبيحة" هم من الموالين للنظام وتقوم السلطات بمدهم بالسلاح والمال حتى يقاتلوا إلى جانبها في مواجهة قوى المعارضة المسلحة ومنهم من ينتمون إلى حزب البعث الحاكم بصيغة الأمر الواقع أو من العناصر الأمنية الذين كانوا معاقبين وأعادتهم السلطات أو من أصحاب السوابق أو من جيل الشباب المتحمس أو أبناء المسؤولين والمستفيدين من النظام والمحسوبين عليه وفق ما هو متداول ومعلن.