في أزمنة مضت كان يلتقي الشاعر والكاتب والإعلامي والملحن والفنان معًا، ويجتمعون أسبوعيًّا أو شهريًّا، ولم تكن الفرقة موجودة، ولا الأنانية سائدة في ذلك الزمن الذي مضى؛ ممّا جعل الحركة الفنية والأدبية في فترة ما بعد السبعينيات الميلادية في نجاح وازدهار. ونجح هؤلاء العمالقة في الوصول بأعمالهم إلى مرسى النجاح، وليس بأيدينا أن نعيد شيئًا مضى.. ولكن للعلم بما كان وما ذكّرنا بهذا الذي قيل هو شاعرنا ونجم كتابة الأغنية “فوزي فنتيانة”.. ذكّرنا حين دعانا ذات ليلة لأمسية فنية تجمع الشاعر والفنان والملحن والإعلامي، ويشعرهم بمحبته الحقيقية والصادقة لهم، ويقدم لهم كافة الآلات الموسيقية، وتراه في منتهى السعادة وهو يرى هذا التوافق والتواصل حتى المطربين والملحنين والعازفين يدعمهم بالثقة والوجود والتدريب على الغناء والإلقاء الشعري والتلحين والتدريب الموسيقي. “فوزي فنتيانة” لا يحب أن يكتب ما يقوم به، وأيضًا منذ زمن لا يلهث وراء الإعلام، ورغم تحذيراته لنا بعدم الكتابة، إلاّ أننا لابد أن نكتب للأمانة أن هذا الشاعر قام بما يُشكر عليه في سبيل تقديم المواهب الشابة والفنانين والشعراء الواعدين، وهذا إحساس منه وبخبرته في تقديم جيل فني واعد، يجمعهم بفنانين كبار أمثال عبدالوهاب فارسي (ابن خالة طلال مداح يرحمه الله) والفنانين الشباب مثل أسامة عبدالرحيم وغيره. كل التمني أن تكون هذه العناصر المبدعة التي يجمعها فوزي أن تكون عناصر رائعة معبرة لزمن قادم.. وتتوفر في بعضهم مواهب وإبداعات متنوعة.. منهم الذي يعزف ويلحن ويغني ويجيد عزف الإيقاعات في آن واحد، وهذا رافد جيد للحركة الفنية. في نهاية الامر أن هذا الشاعر لديه حس بمسؤولية تقديم جيل فني واجتماع أهل الفن -بعيدًا عن التباعد- وإيجاد التواصل والحب كما كان في حقبة سابقة من الزمن.