يا مزنة من بطين الخفس منشاها غضبٍ رعدها وجا من برقها خيفه كلٍ يناظر بعينه وين ممشاها وان الله اللي يصرفها على كيفه هلت على عسكر السلطان من ماها يوم انها جت مقادمها على السيفه دار ٍ لنا يوم جيناها وليناها راح الكمندار منها خاربٍ كيفه أعمارنا يوم جينا الكوت بعناها نمشي وكنا منادينٍ على ضيفه بالشرع والسيف حنا اللي حميناها من كل راعي نفاقٍ بينٍ حيفه الشاعر: عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز البواردي ولد عام 1291 ه في شقراء شارك في غزوات الملك عبد العزيز إبان سعيه لتوحيد المملكة العربية السعودية اشتهر بشعر الحربيات(العرضة)وتولى إمارة شقراء من عام1340 ه الى 1361 ه توفي رحمه الله بمدينة الرياض في شهر رمضان من عام 1361 ه . مناسبة النص: قيل النص بعد أن استطاع الملك عبد العزيز استعادة الأحساء وطرد الحامية التركية عام 1331 ه وقد جاء في عدد من المصادر ومنها تاريخ إبراهيم محمد القاضي أن الملك عبد العزيز ظهر من الرياض ونزل الخفس وفي عشرين من جمادى الأولى عدا من الخفس قاصداً الأحساء وفي ليلة ثمان وعشرين مدوا السلالم على الأسوار ودخلوا البلدة وحاصروا الحامية التركية في الكوت التي طلبت الأمان من الملك عبد العزيز فأخرجهم ورحلهم للعقير ومنه للبحرين..وقد استبشر أهل الأحساء بذلك وتوافدوا لمبايعة الملك عبد العزيز ومكث فيها إلى عشرين رمضان ثم رجع للرياض.وقد كان شاعرنا أمير غزو الوشم وقد أرسله الملك عبد العزيز بعد ذلك مبشراً لابن صباح بطرد الحامية التركية. دراسة النص: يعتبر النص وثيقة تاريخية على استعادة الاحساء وطرد الوجود الأجنبي فقد ذكر الشاعر انطلاقة جيوش الملك عبد العزيز من روضة الخفس شمال الرياض مشبهاً إياها بالغيمة المثقلة بالماء وشبه صوت زمجرة الرعد بالغضب وقوة لمعان البرق الذي يثير الخوف في من يشاهد ذلك وقد قصد عسكر السلطان العثماني مؤكداً أن الأحساء بلدنا وجزء غال من الوطن قد استعادوه من المتصرف التركي(الكمندار) ويمتدح شجاعة جيش الملك عبد العزيز فقد جلبوا أنفسهم لسوق الموت في (الكوت) مقدمين على ذلك وكأنهم مدعوون إلى وليمة أقيمت لضيافتهم وأنهم قد حموها بإقامة شرع الله وحدوده الرادعة لكل منافق أو ظالم.كما أن هناك قصيدة أخرى للشاعر في نفس المناسبة يقول فيها: حنا نزلنا الطرف فوقه بنيننا الخيام نرتاح عقب الصلف محلى عليه المقام هج الدبش واختلف هجيج ربد النعام مظهورهم والسلف عنا تزبن اخزام حنا ضربنا الهدف وبالسيف نجلي الظلام نهض هجر وارتجف يرجون عفو الامام الاحتفاء باستعادة الاحساء: يعتبر الاحساء جزءا مهما من الوطن منذ عهد الدولة السعودية الأولى والثانية ولذلك لم يغب عن بال الموحد الملك عبد العزيز أن يتحين الظروف المناسبة لاستعادة الاحساء وتصفية الوجود الأجنبي الطارئ الذي ضايق أهل الاحساء وأرهقهم بالضرائب وعجز عن فرض الأمن وحماية البلد من اعتداء اللصوص والغزاة فكانوا يراسلون الملك عبد العزيز لتخليصهم مما هم فيه وإن كان هناك بعض الشعراء ممن صرح بذلك ومنهم الشاعر عبد العزيز بن عيد الهذيلي والمشتهر بلقب (العزي)الذي يقول: يا شيخ محدارك متى ينهقابه يم الحسا تقضون باق الشواتيل الدولة اللي بالحسا وش لها به رأس الصنم ما يصلح إلا بتنزيل لقد كان نجاح مثل هذا العمل يحتاج بطولة فائقة وشجاعة نادرة وقد قام بها الملك عبد العزيز طيب الله ثراه بشكل فاق التوقعات ولذلك قال الشاعر حويد القحطاني: عز الله انه يا رجاجيل رجال يلوي ولا تلوى عليه الحبالي حول على حمر الطرابيش بحبال مثل السفيه اللي من العقل خالي ما أخبلك يا باغي من الحكم مثقال وعبدالعزيز مساعفته الليالي لذلك كان الاحتفاء بهذا الانتصار قد امتد على نطاق الخليج العربي ومن ذلك قصيدة الشاعر الإمارتي مبارك بن حمد العقيلي الاحسائي الذي استقر في دبي فيقول من قصيدة طويلة محتفياً ومادحاً الملك عبد العزيز: صبا اللطف هبت بالمطالب وانعشت بالافراح نفس طال عمر اغتمامها على ديرة يهضم بها كل مصلح ويكرم بها من هو سعى في هدامها بها عطل الشرع الالهي وحكمت قوانين طاغوت حمقها طغامها واهلها غدوا مابين باير وخامل وهذا خراب الدار واصل انعدامها ومن حين من الله عليها وأمنت وقال المبشر زال عنها قتامها سرى الطيف مني بالدجى كاشف لها وبالعين عاين عينها واستهامها غريم لفى غارم حشىً في ربوعها وليع بها مشتاق وافي ذمامها امام لاهل الحق بالله معتصم وبه ملة الاسلام يقوى اعتصامها تولى الحسا لطف من الله باهلها فزانت به الاحسا وعاد انتظامها وشيد بها اركان دين تهدمت وبدعت هل القانون جلى ظلامها وعود عليها الشر آمر وناهي فحل الحلال بها وحرم حرامها واسبل عليها ضافي الأمن وبلج اغر من العليا تعلى سنامها بهيبة ابو تركي وسيفه تسورت وبأسه غناها عن عوالي أطامها ولاها بأمر الله وبالعدل ساسها فلا الشاة تخشى الذيب يدني حمامها ولا الحق مكسور ولا الجور منتصر ولاعصبة الفجار يسمع كلامها فبالله ثم عبدالعزيز تحصنت فلا تهاب من دهم الدواهي دهامها صفا الوقت طاب الانس جودي يافكرتي بدر المعاني ذا اوان انتظامها ولعل من أهم الوثائق التي تتصف بالصدق والحياد وتبين دور الملك عبد العزيز في حياة أهل الأحساء هذا الخطاب الذي أرسله الشيخ محمد بن ناصر آل خليفة من البحرين الى الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني حاكم قطر في ذلك الوقت والذي أرخ في 9رجب 1331 ه أثناء بقاء الملك عبد العزيز في الأحساء ويبين الدور العظيم للملك عبد العزيز في فرض حياة الاستقرار والأمن ومعاملة الناس بالعفو والإحسان وإقامة حدود الشريعة السمحة وقد كتب عن الملك عبد العزيز (طيب الله) ثراه أنه"...أنعم على الناس كلهم بالعفو والإحسان والعفة عن أموال الناس الخاص والعام وأطلق السن البادية والحاضرة بالدعاء له مما شافوا من الأمن والراحة كلٍ يمشي لا يخشى الا الله كأنه موهب الناس حياة جديدة ورتب ناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأزال جميع المنكرات وجميع أهل الفرقان نبه عليهم أن كلٍ يمشي ويسعى لا يخشى من أحد والمساجد المهجورة عمرها ورتب الصلاة بها والدرس في الليل والنهار وهدم القبب الذي على القبور وبدل الله للناس الحال بهالحال الذي ذكرنا لك وهو كثير مشتاق إلى شوفك والاجتماع بك لكن إلى شاف شدة الحر عذرك ولا عدك إلا بمنزلة والده عبد الرحمن...".