تحتفي المملكة العربية السعودية اليوم (الأربعاء) بالذكرى ال 79 لليوم الوطني الذي يوافق الرابع من شهر شوال للعام 1430ه المصادف الثالث والعشرين من ايلول (سبتمبر) 2009. ففى التاسع عشر من شهر جمادى الأولى من سنة 1351ه أعلن الملك عبدالعزيز - رحمه الله - توحيد أجزاء هذه البلاد الطاهرة تحت اسم «المملكة العربية السعودية»، بعد جهاد استمر 32 عاماً أرسى خلالها قواعد هذا البنيان على هدي من كتاب الله الكريم وسنة رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم، سائراً في ذلك على نهج أسلافه من آل سعود لتنشأ في ذلك اليوم دولة فتية تزهو بتطبيق شرع الإسلام وتصدح بتعاليمه السمحة وقيمه الإنسانية في كل أصقاع الدنيا ناشرة السلام والخير والدعوة المباركة باحثة عن العلم والتطور سائرة بخطى حثيثة نحو غد أفضل لها ولجميع المجتمعات البشرية. وشهد توحيد هذه البلاد ملحمة جهادية تمكن فيها الملك عبدالعزيز - رحمه الله - من جمع قلوب أبناء وطنه وعقولهم على هدف واعد نبيل جعلهم يسابقون ظروف الزمان والمكان ويسعون لإرساء قواعد وأسس راسخة لهذا البنيان الشامخ على هدي من كتاب الله الكريم وسنة رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم فتحقق للملك عبدالعزيز هدفه النبيل الذى استمر فى العمل من أجله سنين عمره سائراً فى ذلك على نهج أسلافه من آل سعود الميامين. ويستذكر أبناء المملكة هذه الذكرى المشرقة باعتزاز وتقدير للملك عبدالعزيز طيب الله ثراه على ما حقق لهذه البلاد المترامية الأطراف ولمواطنيها من خير كثير نتجت منه وحدة أصيلة حققت الأمن والأمان بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بفضل جهاده وعمله الدؤوب فكانت أمناً وأماناً وبناء ورخاء. ولا تعني هذه الذكرى المميزة مجرد مناسبة وطنية عابرة فحسب، وإنما وقفة تأمل وإعجاب في قدرة هذا الكيان الشامخ على البناء وتخطي العوائق والصعاب والتغلب على كل التحديات بفضل من الله وتوفيقه أولاً ثم بالإيمان القوي والوعي التام بوحدة الهدف وصدق التوجه فى ظل تحكيم شرع الله والعدل في إنفاذ أحكامه لتشمل كل مناحي الحياة. أكد نائب وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز، أن «اليوم الوطني للمملكة مناسبة غالية على نفوسنا جميعاً نحن أبناء المملكة العربية السعودية، بمرور 79 عاماً على توحيد هذه البلاد على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود رحمه الله». وقال الأمير عبدالرحمن: «ان مناسبة اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية تختلف عن مثيلاتها في جميع دول العالم، فهي ليست مناسبة لذكرى جلاء المستعمر، فالبلد حماها الله من الاستعمار، ولكنها مناسبة تحمل ذكرى ليوم توحدت فيه القلوب والنوايا لإعلان قيام دولة التوحيد على يد الملك المؤسس - طيب الله ثراه - أبرز قادة العصر الحديث، اذ قدم الأنموذج المثالي لما يجب أن تكون عليه الوحدة بعد جهاد استمر سنوات عدة أرسى قواعد هذا البنيان على هدي من كتاب الله الكريم وسنة رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم، ورحل الملك عبدالعزيز - غفر الله له - بعد أن أرسى كياناً قويماً سار عليه أبناؤه من بعده ووجب الثبات عليه». وأشار إلى أن رجال القوات المسلحة مواكبون لكل تطور في ميدان التسليح والتدريب، ومواكبون لكل ما يستجد في ميادين العلم والثقافة العسكرية، فعصر التكنولوجيا الذي نعيشه اليوم بات يشترط العلم مدخلاً إلى احتراف الجندية، سواء كان محترفها ضابطاً أو صف ضابط أو جندياً، فالفن العسكري لم يعد يستوجب البراعة في استعمال السلاح كأداة للقتال فحسب، بل أصبح رفيقاً في القتال، الأمر الذي يستوجب من الجندي المعرفة بأدق أسرار سلاحه، أو بالأحرى يستوجب معرفة دقيقة بغية تحقيق أوثق تعاون بينه وبين سلاحه، وهكذا ترانا في معاقل القوات المسلحة نضع في أعلى سلم الأولويات إعداد الإنسان المؤمن بالله والمدرك نواة للجندي المحترف المؤمن بربه، المؤتمن على وطنه والأمين لقيادته. من جهته، أكد وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود، أن اشراقة شمس اليوم الأول من الميزان في كل عام، نستذكر مع نورها فجر «اليوم الوطني» لبلدنا العزيز، سنوات مضت حافلة بالإنجاز والخير لإنسان هذا البلد ومقومات التنمية فيه، إذ نحتفي بالذكرى ال 79 لتوحيد المملكة العربية السعودية على يد المؤسس - رحمه الله - معلناً بذلك بداية عصر نهضة شاملة نحياها اليوم في مختلف المجالات التنموية - وفي مقدّمها التعليم - الذي يعيش في وجدان راعي المسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسنده ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز، والنائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز، وعمّت المدارس اليوم كل قرية وهجرة وبادية، فضلاً عن المدن الكبرى التي تضاهي كبريات مدن العالم المتحضر في المجالات التنموية المرتبطة بالإنسان، باعتباره وسيلة التنمية وهدفها في الوقت نفسه. من جهته، عد أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز اليوم الوطني حدثاً تاريخياً ومناسبة عظيمة تمر علينا جميعاً وتعود بنا لعشرات السنين، لنتذكر ذلك الإنجاز الذي تحقق على يد المؤسس – طيب الله ثراه - مؤسس هذا الكيان الشامخ المملكة العربية السعودية. ورفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لخادم الحرمين الشريفين ولولي العهد وللنائب الثاني، وقال: «ان التطورات التي تشهدها بلادنا أتت نتيجة للتخطيط السليم لتنمية شاملة تهدف إلى نقل المجتمع السعودي إلى أعلى المستويات والرقي به بين الشعوب ومواكبة النهضة التي يشهدها العالم». وشدد على انه في هذه المناسبات ينبغي التعاون بين المواطن والمسؤول من أجل حماية الوطن والمحافظة على مقدراته ومكتسباته.