وكيل إمارة منطقة القصيم المساعد يحل عيد الفطر المبارك لهذا العام والمملكة بأبهى حللها حيث يتخلل هذا العيد حدث عزيز علينا جميعاً وهو الاحتفاء باليوم الوطني لبلادنا الغالية بكل فخر واعتزاز بهذه المناسبة التاريخية السعيدة التي تم فيها جمع الشمل ولم شتات هذا الوطن المعطاء حيث توحد هذا الكيان العملاق على يد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه ، وفي هذه المناسبة الغالية نسجل فخرنا واعتزازنا بالمنجزات الحضارية الفريدة والشواهد الكبيرة التي ارست قاعدة متينة لحاضر زاهر وغد مشرق في وطن تتواصل فيه مسيرة الخير والنماء وتتجسد فيه معاني الوفاء لقادة اخلصوا لشعبهم وتفانوا في رفعة بلدهم حتى اصبحت لها مكانة كبيرة بين الأمم. إننا في هذه الذكرى لنستلهم العبر والدروس من سيرة القائد الفذ الملك عبدالعزيز الذي استطاع بحنكته ونافذ بصيرته، وقبل ذلك كله بايمانه الراسخ بالله جل وعلا أن يضع قواعد هذا البناء الشامخ ويشيد منطلقاته وثوابته التي ما زلنا نقتبس منها لتنير حاضرنا ونستشرف بها ملامح ما نتطلع إليه في الغد - إن شاء الله - من الرقي والتقدم في سعينا الدائم لكل ما من شأنه رفعة الوطن ورفاهية وكرامة المواطن، تسعة وسبعون عاما حافلة بالإنجازات على هذه الأرض الطيبة والتي وضع لبناتها الأولى الملك المؤسس وواصل أبناؤه البررة من بعده استكمال البنيان حتى غدت المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - دولة عصرية تحظى بمكانة مرموقة في جميع الأصعدة الإقليمية والدولية. إن في بزوغ فجر اليوم الخامس من شهر شوال من العام 1319ه إيذاناً بعهد جديد، عندما قام الملك عبدالعزيز ورجاله المخلصين بقلة العدد والعدة وانطلقوا من الرياض بذلك الإيمان الصادق في جهاده حتى جمع الله بالملك عبدالعزيز الصفوف وأرسى دعائم الحق والعدل والأمن والأمان. توحدت القلوب على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فتوحدت أرجاء البلاد وأينعت تلك الجهود أمناً وأماناً واستقراراً وتحول المجتمع من قبائل متناحرة إلى شعب متحد ومستقر يسير على هدى الكتاب والسنَّة لقد سجل له التاريخ مواقف مشهودة في كثير من الأحداث العالمية والقضايا الإقليمية والدولية. رحل الملك عبدالعزيز رحمه الله بعد أن أرسى منهجا قويماً سار عليه أبناؤه من بعده لتكتمل أطر الأمن والسلام وفق المنهج والهدف نفسه المستمدين من شرع الله المطهر كتاب الله وسنَّة رسوله. واليوم والمملكة حكومة وشعبا تحتفل بذكرى توحيد وإعلان قيام المملكة العربية السعودية في مثل هذا اليوم من عام 1932م لا أريد أن اتحدث عن الإنجازات التي تتحدث عن نفسها. ولكنه لا يسعنا إلا أن نقف وقفة صادقة مع الذات لنتناول بالرصد والتحليل أهم العقبات والتحديات التي تواجه المملكة على كافة الصعد الأمنية والسياسية والاقتصادية. ووضع تصورات عملية لكيفية تخطي العقبات ومواجهة التحديات لما فيه خير الوطن والمواطن. نسأل الله أن يديم علينا أمننا واستقرارنا وأن يحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه وأن يرد كيد الحاقدين الحاسدين إلى نحورهم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.