يتجدد الحديث عن المرأة السعودية مع مناسبة اليوم الوطني المجيد، فالحديث عن هذا الكيان الجميل في حضوره الأنيق وإنجازاته الساطعة -التي تعدت المجال المحلي إلى العالمي- كشفت قيمة العمل بصمت بعيداً عن الضوضاء، وأثبتت بنجاحها أنها عند الرهان، وقادرة على النجاح في ظل رعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الذي منحها الثقة. في يوم الوطن أنت لا تستطيع أن تغمض عينياك عن تواجدها المشرف، ولا أن تتجاهل تسارع خطواتها نحو الإمام وذلك بعد أن تجاوزت الصفوف الخلفية باجتهادها الدءوب وتخطيطها المتميز لوطنها الذي أصبح يراهن على أنها خير من يمثله والنصف الثاني الأجمل الذي لا يكتمل إلا بحضوره.. هذا الحضور الذي كان في بدايته حضورا خجولا كزهرة الياسمين في موسم الربيع تفتح بالخبرة والدعم من ولاة الأمر، وحملت على عاتقها أحلام بنات وطنها وعبرت بطموحاتهن إلى مرفأ الأمان حتى تحقق لها جزء من أحلامها بدعم خادم الحرمين الشريفين. أول مبادرة وعادت "د.نائلة حسين عطار" -رئيس مكتب استشارية للاستشارات الإدارية والاقتصادية- بذاكرتها إلى أول مبادرة من خادم الحرمين الشريفين لدور المرأة الجديد عندما اصطحب وفد نسائي خلال زيارته للصين والهند، وكانت هذه أول إشارة واضحة ومميزة منه لفتح الطريق أمام المرأة لممارسة أدوار جديدة في المجتمع وليست الأدوار التقليدية، وتوالت بعدها فتح الأبواب في الملحقيات الثقافية السعودية في أنحاء العالم وأصبحت لها وظائف جديدة في الدولة سواء داخلياً أو خارجياً، وتعدتها من القطاع الحكومي إلى مستوى القطاع الخاص الذي تشجع من مبادرة القطاع الحكومي بتعين المرأة السعودية في وظائف قيادية وأصبح يطبق نفس المبادرة. وقالت: مع مر السنوات أصبحت هناك مبادرات وخاصة لدى (وزارة العمل)، وذلك بأن يكون دور العمل في القطاعين وصدور الأنظمة التي تحميها وتحفزها للعمل، إذ أن حضور المرأة الخجول كان نابعاً لطبيعة المرأة السعودية واعتقادها أن ليس لها صوت، والخوف من ظهور المرأة في وسائل الإعلام والتي كانت من الناحية النفسية صعبة بعض الشيء، وخلال السنوات الأخيرة تلاشت كافة العقبات الاجتماعية والنفسية نتيجة التمكين الذي منحه خادم الحرمين للمرأة، وذلك على مستوى الرجل والمجتمع. مراحل تطور وأكدت "غادة غزاوي" -سيدة أعمال- على أن ثقة خادم الحرمين الشريفين ومراحل تطور المرأة منذ بداياتها التعليمية والمهنية مروراً بحصولها على الجوائز العالمية والمحلية أوصلها لمرحلة اكتمال الصورة، وهي بالفعل تستحق هذا التواجد المميز وبجدارة، مستشهدة بما قاله -حفظه الله - قبل سبع سنوات بأن المرأة السعودية هي مواطنة من الدرجة الأولى وهي الداعم للاقتصاد الوطني، ولحفتها المرحلة التاريخية بإعلان دخولها في مجلس الشورى ومنحها حق التصويت في المجالس البلدية. وقالت أتوقع المزيد من تحقيق الطموحات للمرأة في القريب العاجل، مثنية على التطور الاقتصادي الذي دفع بالسعوديات للعمل كبائعات، مبينة أنها تشعر بالفخر كلما تعاملت مع سيدة بائعة. حق التواجد وأشارت "د.سهيلة زين العابدين" -ناشطة حقوقية وعضو المجلس التنفيذي لجمعية حقوق الإنسان- على أن الملك عبدالله انصف المرأة السعودية وأقرّ لها حق التواجد، وذلك من خلال منحه حقوقها السياسية لتدخل من الباب الواسع لمجلس الشورى ومنحها حقها في التصويت للمجالس البلدية، واصفة ذلك بنقطة تحول كبيرة تضاف لسجل تاريخها الناصع. وأضافت أن هذا التحول التاريخي في حياة المرأة السعودية سيعطيها الكثير على المدى البعيد؛ لأن ذلك اعتراف بأهليتها في ظل اقتصار بعض الأنظمة التي لا تعترف بأهليتها، وتعتبرها قاصراً، مستشهدة بما قاله خادم الحرمين الشريفين أن المرأة هي أمي وأختي وزوجتي وابنتي، وإنشاء "جامعة الأميرة نورة" وتسميتها باسم عمته، يعدان دليلين آخرين بثقته في المرأة، وقد سبقه إلى ذلك المغفور له الملك عبدالعزيز -رحمه الله- الذي كان يفخر أنه "أخو نورة"، ودائماً ما كان يردد هذه العبارة في مناسباته، منوهةً أن الملك عبدالله -حفظه الله- شكل تقديره لعمته، بمثابة تقدير للمرأة السعودية. مستقبل زاهر وتنتظر "حليمة مظفر" -كاتبة صحافية- تحقيق الحلم الذي أصبح واقعاً بأن تخطو المرأة السعودية أولى خطواتها نحو مجلس الشورى وتمارس حقها في التصويت البلدي، مبينة أن كل ما تحقق للمرأة السعودية مقارنة بالأزمنة الماضية كثير، وننظر إلى المستقبل الوردي في عهد خادم الحرمين الشريفين، مؤكدة على أن شلال الطموح لدى المرأة السعودية لن يتوقف. وقالت: "إن اليوم الوطني هو مناسبة لتعزيز متطلبات المرأة واحتياجاتها وحقوقها التى نتمنى النظر فيها بشكل عاجل؛ لأنها تحتاج إلى اصلاحات حقيقية وسريعة في جانب القضاء والتعامل معها كأم ومطلقة وحاضنة من خلال وضع قوانين واضحة ومُنظمة لحياتها وعملها". وترى "بيان محمود زهران" -قانونية- أن حضور المرأة السعودية أصبح أقوى في عهد خادم الحرمين الزاهر، ولم يعد حضورها مقتصراً على مجالات مختصرة ومقننة، وأصبحنا نراها في مختلف المجالات وهنّ يتسلحن بالعلم والإرادة والعزيمة والطموح بحضور دولي ومحلي مميز. وتطرقت إلى وضع المحاميات السعوديات اللواتي وضعن قيد الدراسة، فلم يمنحن تصريحاً لممارسة العمل مستشهدة بمحاميات يقدمن الإستشارات القانونية وتميزن في هذا المجال محلياً ودولياً، متأملة من خادم الحرمين الشريفين في مناسبة اليوم الوطني النظر في وضع (2000) محامية متشوقات لممارسة العمل. د.نائلة عطار