الحمد لله القائل (( وأما بنعمة ربك فحدث )) الاحتفال باليوم الوطني الثمانين للمملكة العربية السعودية هو ابتهاج وفرحة وإظهار وحديث بالنعمة . وشكر لله تعالى ثم للملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود رحمه الله . اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية الموافق 1 الميزان الثالث والعشرين من سبتمبر من كل عام هو حديث بنعم كبيرة وإنجازات عظيمة ومن أهمها نعمة الإسلام ونعمة الأمن والاستقرار ونعمة الرخاء والتنمية والتطور والتحديث والعلم والصناعة والتقنية والصحة ونعمة النظام الذي تسير به الحياة ، نعمة العدل والمساواة ، نعمة إتاحة الفرصة للجميع للإبداع والابتكار والتطور . لكي نستشعر تلك النعم العظيمة يجب استشعار الحال وضده فلو رجعنا إلى الماضي القريب أي قبل توحيد المملكة العربية السعودية واستشعرنا كيف كانت الحياة حيث عاش الآباء والأجداد تلك المرحلة حيث انعدم النظام وتفشى الجهل وظهرت الخرافات والبدع والشرك والتوسل بغير الله فاختلت العقيدة وأصبح المجتمع غابة القوي يأكل الضعيف بالسلب والنهب والاعتداء على الأعراض والممتلكات نتيجة الفقر وانعدام النظام وعدم وجود مرجعية وأصبحت البلاد في فوضى عارمة. في تلك الظروف الحالكة قيض الله لهذه البلاد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود فوحد البلاد تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله وأخمد الفتن والعنصرية وقضى على الثالوث الخطير الجهل والفقر والمرض وبسط الأمن والاستقرار على كل شبر من أرض المملكة العربية السعودية فأوجد بيئة مناسبة للعمل والإبداع والتطور بالعلم الحديث والانفتاح على حضارة وثقافة الأمم مع التمسك بثوابت الدين وأصالة المجتمع . فانطلقت المملكة العربية السعودية في عهد الملك عبد العزيز وأبنائه بخطى ثابتة ورؤية صائبة إلى التقدم والمنافسة العالمية في شتى المجالات حتى أصبحت مملكة الإنسانية من الدول المتقدمة ومن العالم الأول في مجالات كثيرة علميا ً وصناعياً وتقنيا ً واجتماعيا ًوعمرانيا ً وفي فترة وجيزة إذا قيست بعمر الأمم . ومحافظة القنفذة جزء لا يتجزء من هذا الكيان الكبير قد أولاه الملك عبد العزيز اهتماماً كبيرا ًوهو يوحد ويؤسس هذا الكيان وقد اعتمد اعتمادا ً كبيرا ً على ميناء القنفذة واتخذها بوابة تجارية قامت بتموين المملكة بالسلع والمواد الغذائية كما اتخذ يرحمه الله من جمرك القنفذة مصدرا ً لتمويل ميزانية الدولة في بدايتها كما اتخذ القنفذة يرحمه الله مركزا ًلتبادل الرسائل مع الخارج وقد حفلت صحيفة أم القرى في بواكير أعدادها عام 1343 ه بأخبار متعددة شبة يومية عن القنفذة ومينائها نظرا لأهميتها وموقعها الاستراتيجي وقد حظيت القنفذة في عهده يرحمه الله بخدمة اللاسلكي وافتتاح المدارس وإنشاء بلدية القنفذة حيث أنشئت عام 1352 ه وهي من أقدم البلديات في المملكة ، ولمعرفة عظمة وأهمية اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية وهو نقطة التحول والتغيير لما ننعم به الآن يمكن للمرء أن يسأل نفسه هل يمكن تحقيق تلك الإنجازات العظيمة في تلك الظروف الصعبة التي كانت تعيشها البلاد قبل توحيدها ؟ وعلى الصعيد الخارجي عمل الملك عبد العزيز يرحمه الله وأبناؤه من قادة المملكة العربية السعودية على بناء علاقات متينة مع جميع دول العالم مبنية على الاحترام المتبادل وصدق الكلمة والوفاء بالعهود والمواثيق والمواقف الثابتة العادلة في شتى القضايا العربية والإسلامية والعالمية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير وبذلت المملكة وقادتها بسخاء لجميع الدول العربية والإسلامية من المساعدات المالية والعينية بما يمليه واجب الأخوة والدين كما كسبت المملكة احترام جميع دول العالم لها لصدق مواقف قيادتنا الرشيدة وثبات مبادئها والاعتدال في مواقفها . لذلك نحمد الله ثم نشكر الملك عبد العزيز يرحمه الله وأبناءه على قيادتهم الرشيدة وما تحقق لهذه البلاد من وحدة وأمن واستقرار وتطور ونهضة ، نسأل الله أن يديم على بلادنا نعمة الإسلام والأمن والاستقرار في ظل قيادتنا الرشيدة يحفظها الله وأن تواصل بلادي مشوار التنمية والتقدم في شتى المجالات وأن نعمل جميعاً على صيانة والمحافظة على مكتسبات الوطن والسمع والطاعة لولاة الأمر وأن نغرس في نفوس أبنائنا حب الوطن وحب القيادة الرشيدة. *عضو المجلس المحلي وعضو لجنة التنمية السياحية بمحافظة القنفذة