يصادف يوم الأحد القادم الموافق الأول من الميزان اليوم الوطني وذكرى توحيد المملكة على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه، وأحسب في هذه المناسبة أن كل مواطن غيور على هذا الوطن الغالي تدور في مخيلته ثلاث خواطر. الأولى أنه يسترجع التاريخ فيتخيل الفتح العظيم الذي فتحه الله على يد الملك عبدالعزيز ليخرج الناس عما كانوا عليه في ذلك الوقت إلى العقيدة الإسلامية الصحيحة ويثبت حكم البلاد على شرع الله مستندا على كتاب الله وسنة نبيه فكان توحيد المملكة من أقصاها إلى أقصاها وكان توثيق المنهج الصحيح في النظام الأساسي للحكم الذي تضمن أن الحكم في المملكة العربية السعودية يستمد سلطته من كتاب الله تعالى وسنة رسوله وهما الحاكمان على هذا النظام وجميع أنظمة الدولة، وهذا في رأيي هو سر الأمن والأمان والاستقرار الذي نعيش فيه وهو سر النعم التي حبانا الله بها منذ ذلك الوقت وحتى الآن بكرم الله وفضله ثم برعاية كريمة من قادتنا أبناء الملك المؤسس رحم الله من قضى نحبه منهم وحفظ الله لنا الملك الصالح خادم الحرمين الشريفين ونائبه ووفقهما وجميع أبناء هذا الوطن إلى طاعته ورضوانه. والخاطرة الثانية هي أن هذا الأمن والأمان والاستقرار وهذه النعم الكبيرة لابد أن تقابل بالرضا والحمد والشكر والولاء والطاعة لله عزوجل ولرسوله ثم لولاة الأمر بما أمرنا ديننا الحنيف وبما يحب الله أن نكون عليه لنحافظ على نعم الله ونحافظ على وحدة الوطن وخاصة إذا أدركنا أننا محسودون على نعم الله ومستهدفون في وحدة الوطن. ولأننا مجتمع متمسك بدينه معتدل في منهجه وتكوينه شبابي والمرأة مصانة فيه فإننا مستهدفون في عقيدتنا وشبابنا ونسائنا فإن نحن أدركنا ذلك وفطنا لكل أساليب المساس بها فلن يتمكن الحاقدون والحاسدون من النيل من وحدتنا وتلاحمنا حتى وإن استمالوا بعض مفكرينا ومثقفينا وغرروا ببعض شبابنا ونسائنا فالأصل فينا ثابت ولن يتغير بل إن باب الحوار مفتوح للصلاح والإصلاح والعودة إلى جادة الصواب. إن المواطن الغيور على وحدة وطنه وتلاحم مجتمعه مع قيادته لن ينساق أبدا إلى ما يبثه الإعلام المفتوح والجديد من بعض الفضائيات ومواقع التواصل الالكتروني من سموم وفتن وشائعات وقذف وتشكيك يقصد بها النيل من تلاحمنا الوطني حتى وإن صدرت من فئة قليلة وضالة من أبناء هذا الوطن بل يصد ويرد بما تمليه عليه غيرته الوطنية. ويجب أن لا نصعد الاختلاف ليكون خلافا بيننا فإن ذلك يفتح ثغورا للحاقدين والحاسدين. أما الخاطرة الثالثة فهي أن نستغل هذه النعم والمكتسبات الاستغلال الأمثل في البناء والتطوير لنا ولأجيالنا بعيدا عن الفساد وبغيرة وطنية عالية بدءا بالفرد ومن يعول وانتهاء بالمجتمع كله لنرتقي إلى مصاف المجتمعات والدول المتقدمة في العلم والتقنية والمعرفة ونضيف إليها ما يميزنا من قيم ومبادئ إسلامية فنحن ولله الحمد والمنة لاينقصنا شيء وبالعزيمة والإصرار والعمل الجاد المخلص المدفوع بالنية الصادقة مع الله والنفس والغير سنصل بتوفيق الله إلى الدرجات العلى من التقدم والرقي. Dr- [email protected]