يوم غالٍ يهل علينا كل عام نحتفل فيه شيوخا وشبابا، كبارا وصغارا باليوم الوطني الذي يصادف الثالث والعشرين من شهر سبتمبر من كل عام، نتذكر فيه مايربو على ثمانية عقود من العمل والجهد والانجاز بدأها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - الذي أسس هذه الدولة المباركة وسار على دربه ونهجه أبناؤه البررة (سعود وفيصل وخالد وفهد) رحمهم الله، رحمة واسعة، ومن بعدهم سار على خطاهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يساعده ويشد من عضده سمو ولي عهده النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز. مسيرة طويلة من البذل والعطاء والتطور والتقدم والرقي يشعر معها كل مواطن على تراب هذه البلاد الطيبة بالفخر والاعتزاز إزاء ما حققه الوطن، فيحتفي السعوديون بيومهم الوطني ال 82 وسط إنجازات متعددة، وتفاؤل بواقع مشرق ومستقبل أكثر اشراقاً إن شاء الله تعالى، حيث يجسد اليوم الوطني وحدة وطنية حقيقية بسببها تحولت البلاد خلال ثمانية عقود الى قوة سياسية واقتصادية ودينية ذات شأن، فحق لنا وحق علينا نحن السعوديين أن نرفع الرأس عاليا شامخا في سماء الكون لنردد أننا أبناء هذه الارض الطيبة. ونحن مطالبون في هذه الذكرى الطيبة، ذكرى اليوم الوطني بأن نتجاوز مظاهر الفرح - وإن كانت مطلوبة - الى التركيز على إيصال رسالة ترسخ المواطنة والانتماء انطلاقا إلى فضاء ارحب لتكريس القيم والممارسات والمبادئ والمعاني التي يحملها الاحتفاء باليوم الوطني، فهو رسالة تحمل من الأبعاد الثقافية والاجتماعية والتاريخية والجغرافية الكثير والتي يجب ان نسعى من خلالها إلى التوعية والتثقيف والتفاعل مع الوطن بمعانيه العميقة فرحة وولاء وحباً وخدمة لتراب هذا الوطن الذي يحتضن الجميع. لقد شهد الوطن خلال مسيرته الطويلة منذ عهد الملك المؤسس ومرورا بابنائه الكرام البررة من بعده إنجازات يشهد لها الجميع عادت خيرا ورفاهية ورخاء على المواطن السعودي ذكرا وأنثى ما يجسد حرص القيادة الرشيدة على توجيه جل اهتمامها لأبنائها المواطنين وتحقيق متطلباته المختلفة وإنجاز تنمية شاملة تغطي أرجاء الوطن كافة. إن الاحتفال بذكرى اليوم الوطني يجسد أسمى صور التلاحم بين القيادة والشعب، ويأتي اليوم الوطني هذا العام وقد عبرت المملكة عاما سابعا في عهد ملك الانسانية الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله -. سنوات سبع شهد الوطن خلالها نقلات نوعية جعلته اكثر تطورا وثباتا على طريق الانجازات والمنجزات لتتواصل مسيرة العطاء والخير والحب لهذا الوطن الغالي وهذا الملك المعطاء. ولا ننسى ان نبتهل الى الله سبحانه وتعالى بالدعاء ليوفق القيادة الرشيدة الى ما فيه الخير والصلاح، مستبشرين بالمستقبل خيرا ومستلهمين في ذلك ما قاله الملك عبدالله بن عبدالعزيز في خطاب البيعة التاريخي الذي استهل به عهده الميمون بالتأكيد على أن شغله الشاغل هو إحقاق الحق وإرساء العدل وخدمة المواطنين كافة بلا تفرقة، وتوجه يحفظه الله إلى المواطنين في الخطاب طالبا منهم أن يشدوا من أزره وأن يعينوه على حمل الأمانة وألا يبخلوا عليه بالنصح والدعاء. كل عام ووطني الغالي في أمن وأمان كل عام ووطني الغالي في تطور ورقي أدام الله لنا القيادة الرشيدة ذخرا وفخرا وحفظ الله الشعب السعودي الكريم من كل مكروه.