نزل الاف المحتجين الى شوارع العاصمة الافغانية كابول امس الاثنين وأشعلوا النار في سيارات ورددوا هتاف "الموت لأمريكا" في أحدث مظاهرات تجتاح العالم الاسلامي احتجاجا على الفيلم المسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. وتم تأمين السفارات في المنطقة الحصينة في كابول بما فيها البعثات الامريكية والبريطانية بعد اندلاع العنف قرب مجمع المساكن الحصين للعاملين الاجانب في الاحياء الشرقية المضطربة. وقال المحتج جان أغا رشتون الذي أعطى اسما مستعارا فيما يبدو لتجنب ملاحقة الشرطة "سندافع عن نبينا الى ان تغطي الدماء اجسادنا. لن ندع أحدا يسيء اليه". وأضاف "الامريكيون سيدفعون الثمن مقابل هذه الاهانة". وفي باكستان اعلنت مصادر في الشرطة مقتل متظاهر وجرح اثنين آخرين امس في تبادل لاطلاق النار مع الشرطة في تظاهرات احتجاجية على الفيلم المسيء للاسلام. ووقعت الصدامات في مدينة واراي في منطقة اوبر دير في اقليم خيبر باختونخوا شمال غرب باكستان، كما قال مسؤولان محليان لوكالة فرانس برس، موضحين ان المتظاهرين اضرموا النار في مركز للشرطة. وقال محمد ارشاد وهو مسؤول حكومي كبير لوكالة فرانس برس "قتل شخص وجرح آخران في تبادل لاطلاق نار بين الشرطة ومتظاهرين"، موضحا ان "القتيل والجريحين هم من المتظاهرين". وكان طلاب وسكان من مدينة بيشاور بدأوا باحراق مركز للشرطة، والنادي المحلي للصحافيين ومنزل قاض وثلاث سيارات، بحسب ارشاد. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والطلقات التحذيرية في الهواء في محاولة لتفريق المتظاهرين، الا ان متظاهرا اطلق النار على قوات الامن الذين ردوا بالمثل. وقال احسان الله خان المسؤول في الشرطة المحلية "اعتقلنا 22 متظاهرا، الوضع الان تحت السيطرة". وفي بيشاور عاصمة اقليم خيبر باختونخوا قرب الحدود الافغانية تظاهر بين 2500 و3 الاف بين طلاب واساتذة وموظفي الجامعة المحلية، بحسب ما قال غول نواز خان المسؤول في الشرطة المحلية. وتابع المسؤول ان المتظاهرين تفرقوا بهدوء. كما تظاهر حوالى 350 شخصا بمبادرة من القطاع المدرسي في حزب الجماعة الاسلامية السني المتشدد بحسب مراسل فرانس برس. وامام جامعة بيشاور احرق المتظاهرون الاطارات وعلما اميركيا وقطعوا احدى الطرقات. وفي كراتشي كبرى مدن باكستان (جنوب) عززت الشرطة الاثنين اجراءاتها قرب القنصلية الاميركية غداة تظاهرات عنيفة ادت الى جرح 8 اشخاص على الاقل، بحسب ما اشار اقبال محمود قائد شرطة المدينة. من جانبها أصدرت المحكمة العليا الباكستانية امس حكمها بإلزام هيئة الاتصالات الباكستانية بحجب جميع مقاطع الفيديو المعادية للإسلام ومن ضمنها الفيلم الأخير على شبكة الإنترنت. وذكرت قناة جيو الباكستانية إن محاميا بارزا كان قد أثار قضية الفيلم المعادي للإسلام أمام لجنة مؤلفة من ثلاثة أشخاص برئاسة رئيس المحكمة العليا افتخار محمد شودري وبناء على ذلك قامت المحكمة باستدعاء رئيس هيئة الاتصالات الباكستانية وأمرته بحجب جميع المواد المسيئة للإسلام فى باكستان والتي تجرح شعور المسلمين في العالم. كما طلبت المحكمة من رئيس الهيئة تقديم تقرير بشأن تنفيذ قرار الحجب في نفس اليوم. كما طالب رئيس المحكمة العليا من هيئة تنظيم المحتوى الإعلامي الإلكتروني في باكستان بوضع "معايير الاحتشام" وتقديم رد بخصوص هذا الشأن خلال أسبوعين. وكانت الحكومة قد صرحت سابقا أن هيئة الاتصالات الباكستانية ووزارة تكنولوجيا المعلومات قد حجبتا 122 موقعا إلكترونيا معاديا للإسلام خلال الأيام القليلة الماضية. وفي إندونيسيا دارت اشتباكات أمام السفارة الأمريكية بالعاصمة جاكرتا امس بين الشرطة ومحتجين على الفيلم المسيء للإسلام. وقام المتظاهرون برشق الحجارة على قوات الأمن التي ردت باستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين الذين ينتمي معظمهم إلى جماعات أصولية من أمثال "جبهة المدافعين عن الإسلام" واعتقلت شخصين. ونجح قادة التظاهرة في تهدئة المحتجين الذين قاموا بإحراق الأعلام الأمريكية. من جانبه انتقد الرئيس الأندونيسي سوسيلو بامبانج يودهويونو امس الفيلم الذي يعرض موقع يوتيوب مقاطع منه ، وأكد أنه "مسيء للإسلام". وقال :"أعرب عن استيائي وإدانتي لنشر هذا الفيلم الذي يمثل إهانة .. وإذا سمح بتكرار هذا الأمر ، فستنتشر الصراعات في أنحاء العالم". وفي اليمن تظاهر مئات الطلاب في جامعة صنعاء امس مطالبين بطرد السفير الاميركي ومقاطعة منتجات بلاده، ردا على فيلم مسيء للاسلام انتج في الولاياتالمتحدة. وانتهت المسيرة دون اعمال عنف خلافا لتظاهرة الخميس التي قتل خلالها اربعة اشخاص كانوا يحاولون اقتحام السفارة الاميركية في العاصمة اليمنية. واصدر المتظاهرون بيانا يؤكد رفضهم وجود قوات تابعة لمشاة البحرية (المارينز) بغرض حماية السفارة الاميركية. ونقلت وكالة الانباء الرسمي عن مسؤول رفيع المستوى في وقت متأخر مساء الاحد تأكيده وصول هذه القوات موضحا ان وجودها سيكون "محدودا ومؤقتا"، وذلك رداً على رفض البرلمان "لأي وجود عسكري اجنبي". مسيرة احتجاجية للمحامين الباكستانيين ضد الإساءه للإسلام. (أ.ف.ب)