أكد وسيط عربي يقيم في الصين منذ العام 1986 أن النهضة الصناعية التي تشهدها الصين بريئة من الصناعات الرديئة التي تصدر للعالم العربي وخاصة السعودية والخليج. وأضاف أن الصناعة الصينية متفوقة وتتمتع بجودة عالية، لكن ما يصدر للمنطقة من بضائع رديئة بسبب تأثير التجار العرب، خاصة السعوديين الذين يصرون على الصناعات الرديئة بسعر منخفض من أجل تحصيل أرباح كبيرة عند بيعها في بلدانهم. وقال سعيد فضل سعيد إن الانطباع لدى الصينيين أن التجار من العالم العربي وأفريقيا ليسوا طلاب صناعة جيدة بقدر ما هم طلاب بضاعة رخيصة، ورغم حرص الصينيين على الارتقاء بصناعتهم، إلا أن بعض المصانع ترضخ لرغبات أولئك التجار من أجل البيع، وعدم رغبتها في فقدان عملائها من العرب. وأشار إلى أن الصناعة الصينية تغزو العالم وتحقق مكانة محترمة في البلدان التي تنشد الجودة في المنتجات وليس السعر فقط، لكن غياب الدور الرقابي الرسمي أو ضعفه في المنطقة العربية جعل بلدان المنطقة سلة للمنتجات الرديئة التي لا تتمتع بالجودة. وأكد أن الانطباع لدى المصنعين الصينيين أن البلدان العربية والأفريقية ليس فيها ضبط للجودة لفرز الجيد من الرديء، محملا التجار العرب مسؤولية ما يسوق في بلدانهم من منتجات صينية رديئة. ونصح التجار العرب أن يتجنبوا طلب تصنيع البضائع الرديئة لما لها من تأثير سلبي على صحة الإنسان في بلدانهم، مشيرا الى أن الملبوسات والبلاستيكيات والقرطاسيات والأقلام ولعب الأطفال من أبرز السلع الرديئة التي تصدر للسعودية ودول الخليج ويمكن أن تؤثر على صحة الإنسان. وناشد فضل الجهات المسؤولة في البلدان العربية أن ترفع سقف المواصفات والمقاييس وتطبقها بحزم، مؤكداً أن ذلك سيسعد الصينيين أكثر من غيرهم. وقال إن من المفارقات العجيبة أن تجد مصنعاً في الصين يصنع بضائع عالية الجودة تصدر لأوروبا، ولديه خط آخر يصنع بضائع رديئة تصدر للسعودية أو إحدى الدول العربية.