قال يسألني : "لماذا اخترتك أنت"؟ قلت : لا أدري.. حينما نصغي لحديث النفس فإنها لا تشير إلاّ إلى اتجاه واحد .. (بوصلتها) تقول لك "اذهب من هنا" .. أمّا إذا تفرقت بنا السبل .. وأخذتنا إلى اتجاهات مختلفة فتأكد أن (البوصلة) لا تعمل لصالحنا.. إنها تجعلنا كمن يعقد مؤتمرًا لينثر أشياءه في آذان كل الناس.! " ما أحوجني لهذه الكلمات .. طيب أنت، مع أنني أرى أن (الطيب) مأكول حقه في هذه الدنيا ".! لكنه مخلوف عليه - من غير آكله - بالأفضل والأجمل.. مهما يكن، فلن نغيّر جلودنا.. ولا وجوهنا.. ولا قلوبنا يا صاحبي.! " الآن، وبعد أن عرفت كل شيء، يهمني وبشدة أن أعرف ، هل تغيّر رأيك فِيّ ؟! تحدثنا طويلًا، دخل محدثي بعدها في عاصفة ضحك هستيري .. ثم بكى ما وسعه البكاء .. قال : "تذكرت كلماتك الآن وبكيت" .. قلت : لم تبك وحدك .. بكينا معًا يا صاحبي.! - " كبير هذا الإحساس فينا.. تذكرت أحبّةً أخذهم الزمان وظلم المكان لبعيد.. اشتقت لتلك الأيام .. أيام (اللمة).. يوم كان البيت الكبير، عامرًا بالحب.. والناس فيه يتقاسمون الألم والأمل، يحِسُّون ببعضهم، مثلما بكينا الآن في وقت واحد" .! كأن الأرض قد طوت المسافات بين طرفيها، وحذفت سنين الغياب من تاريخ الوجدان .! خذ وقتك وأنت تستخير.. إذا رأيت الضوء في آخر النفق فامضِ قدمًا .. افعلها ولا تتأخّر.. احمل على مخاوفك بقوة ، وطارد فلولها.. اجعلها تفر من أمامك لا تلوي على شيء .! * * * آخر السطور : من بوح دايم السيف: " يا ضايق الصدر بالله وسّع الخاطر دنياك يا زين ما تستاهل الضيقه الله على ما يفرِّج كُربتك قادر والله لُه الحكم في دِبْرة مخاليقه .! * * * يفداك قلبٍ على ما تِشتهي حاضر يفداك باللي بقى لي من معاليقه ما فات خَلّه ولا تهتم من باكر واغنم من اليوم ما ساقت توافيقه ".!