أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، المبعوث الخاص للرئيس فلاديمير بوتين إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف ان نظام الرئيس السوري بشار الأسد لا يزال "صلبا" نوعا ما، ويتمتع بدعم مهم نسبيا في أوساط السوريين. وقال بوغدانوف في مقابلة أجرتها معه صحيفة "السفير" في باريس نشرتها امس " قد لا يكون هذا الدعم بدافع من حب السوريين لبشار الأسد، ولكن بدافع من خوفهم ممن قد يحلون محله". وأضاف "هنا يطرح السؤال الذي لا يستطيع احد ان يجيب عليه، من هي السلطة التي ستحل محل الأسد؟ وبأي طريقة ستحل محله؟ كيف يمكنها توفير الأمن، وشروط الحياة والديموقراطية، خصوصا للأقليات وللعلويين والمسيحيين وغيرهم ". وأشار المسؤول الروسي الى انه خلال لقاءات الروس بالمسؤولين السوريين،"اقروا بارتكاب أخطاء كبيرة، ومنها التأخر في تحقيق إصلاحات سياسية. لذلك نقول إن سؤال من ينبغي ان يحكم سوريا ما بعد الأسد لا ينبغي ان يحسم بقوة السلاح أو على يد من يملك الكمية الأكبر، أو الأكثر تطوراً منه، وانما من خلال عملية سياسية". وأضاف "وحده الشعب السوري يحق له ان يقرر وأن يقول ذلك بصوت عال في أي بلد يريد أن يحيا، ومن يجب ان يكون في السلطة". وتساءل بوغدانوف "إذا أعطيت أسلحة متطورة إلى السلفيين وإلى منظمات ترتبط ب"القاعدة"، فعلى أي سوريا ستحصل في المستقبل؟". وحذر من ان "خطر تقسيم سوريا قائم فعلاً ( بين أكراد وعلويين وغيرهم ) وقد يكون ذلك في شكل يكرر النموذج الصومالي". وردا على سؤال عما إذا كانت موسكو متمسكة بشخص الرئيس الأسد أجاب "لا، نحن متمسكون بالسلام والتوافق الأهلي في سوريا. ولهذا السبب ندفع بمحاورينا في دمشق إلى الانخراط في عملية سياسية، من شأنها ان توفر الشروط الضرورية لتنظيم انتخابات شفافة وفعالة قادرة على تحديد مستقبل سوريا". لكنه أضاف "ندعم أي اتفاق يتوصل إليه ممثلو الشعب السوري. وقد تحدث بذلك بشار الأسد نفسه. لا اعلم إلى حد يمكن ان نثق به، ولكن هذا ما يقوله في اتصالاته معنا إذا الشعب لم يعد يريدني رئيسا وقرر ان يختار زعيما غيري، فسأرحل". على الصعيد ذاته قال مساعد رئيس هيئة الأركان للقوات المسلحة الإيرانية العميد مسعود جزائري، إن مسار الحرب في سوريا يقترب من نهايته "لصالح الحكومة والشعب السوري". ونقلت وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء، امس، عن العميد جزائري، قوله "ان سوريا تخوض حرباً كبرى تشنها اميركا وبعض الدول الأوروبية وعدد من دول الجوار، والتي ترمي من خلال استخدام المعدات العسكرية الى اسقاط النظام في سوريا وفرض ارادتها على الشعب السوري". وأضاف ان "مسار هذه الحرب يقترب من نهايته لصالح الحكومة والشعب السوري، وسيتم قريبا تسجيل نصر كبير للمقاومة، ولن تتمكن أميركا ولا بريطانيا ولا الصهاينة ولا اعداء المقاومة من فعل اي شيء". ونصح العميد جزائري "الدول الداعمة للإرهاب والمثيرة للحروب الإقليمية، أن تخلّص نفسها من المستنقع الأمريكي والصهيوني قبل فوات الأوان، وان لا تضاعف كراهيتها لدى الشعوب".