يحذر الباحثون من معاناة الكثير من مرضى علاج الوخز بالإبر التي تكمن في مضاعفات تبدأ من الشعور بالدوخة وانهيارالرئتين وحتى نسيان بعض الإبر في أجسادهم حيث يؤدي مثل هذا النوع من العلاج التكميلي الذي كان يعتقد سابقاً بأنه آمن إلى مشاكل صحية خطيرة على حياة هؤلاء المرضى . وأوردت دراسة صادرة من الوكالة الوطنية لسلامة المرضى وجود 325 شكوى من مرضى خضعوا للعلاج بالوخز بالإبر نتج عنه إصابتهم بمضاعفات صحية خطيرة خلال سنتين من تلقيهم العلاج بسبب الآثار الجانبية لهذا النوع من المداواة حيث تم تسجيل حوالي 100 حالة لنسيان وفقدان للإبر داخل أجساد المرضى و63 حالة فقدان كامل للوعي فيما سجلت 99 حالة شعور بالدوار والغثيان . لكن أخطر المضاعفات المسجلة كانت لحالات تسمى "استرواح الصدر" وبلغت 5 حالات اخترقت فيها الإبر الرئتين بطريق الخطأ ما أدى إلى انهيارها وفقدان اصحابها القدرة على التنفس الذي يؤدي إلى الوفاة إذا لم يكن هناك تدخل طبي جراحي عاجل . ويقول الباحثون في هذه الوكالة بأن هذا العدد كان للحالات التي تم الإبلاغ عنها فقط فيما يعتقدون بأن هناك الكثير من المرضى الذين عانوا من مثل هذه الآثار ولكنهم لم يهتموا بالإفصاح عنها . ويعلق خبير الطب التكميلي البروفيسور "إيدزارد إيرنست" على هذه الدراسة بقوله : (لقد أظهر ذلك وجود آثار تطبيقية وصحية خطيرة لمثل هذا النوع من العلاج على عكس ما كان يعتقد سابقاً) . وعلى الرغم من أن هذه الدراسة التي تم نشرها في أحد المجلات الطبية المتخصصة اظهرت أن 95 بالمئة من الحالات التي عانت من الآثار الجانبية كانت غير خطيرة إلا أن الدكتور "إيرنست" يعتقد بأن المشكلة أكبر من ذلك بسبب اقتصار الدراسة على عدد قليل من المرضى وبأنه حتى لو كانت الآثار الحالية بسيطة فإنها قد تسبب مضاعفات مستقبلية مؤلمة . وخلصت الدراسة إلى اقتصار استخدام علاج الوخز بالإبر على مرضى آلام أسفل الظهر فقط لعدم وجود بدائل مناسبة في الوقت الحاضر على الرغم من زعم الكثيرين بأن هذا العلاج مفيد جداً في علاج الصداع النصفي وآلام الأسنان والاكتئاب والحساسية وحتى العقم . ونشأت طريقة العلاج بالوخز بالإبر في الصين قبل 2000 عام حيث يتم غرز إبر صغيرة في مناطق معينة من الجسم تتصل بالجهاز العصبي على حد زعمهم لتقوم بإثارته لإنتاج الهرمونات المضادة لأنواع كثيرة من الأمراض . وتشتهر هذه الطريقة حالياً في علاج الآثار الانسحابية للتدخين ومشاكل زيادة الوزن وآثار ما بعد الولادة للنساء . ويشير النقاد الطبيون إلى أن نتائج هذه الطريقة التي يعتبرونها واهية هي وهمية للمرضى الذين يعتقدون بشفائهم على يد أشخاص لا يشترط امتلاكهم لأي نوع من الكفاءة أو الخبرة سوى بعض الدورات البسيطة لممارسة مثل هذا الطب التكميلي البديل .