اعترض عشرات المتظاهرين أمس موكب رئيس وزراء السلطة الفلسطينية سلام فياض، عقب مقابلة اذاعية كان أجراها للتو في رام الله في الضفة الغربيةالمحتلة. وكان فياض مستضافا في استوديو اذاعة "أجيال" المحلية في وسط المدينة، حيث تجمع عشرات الشبان خارج مقر الاذاعة، وراحوا يهتفون "ارحل ارحل يا فياض". وقال شهود عيان أن أفراداً من الشرطة تواجدوا في المكان عند خروج فياض من البناية التي تتواجد فيها الاذاعة، وارتفعت وتيرة الهتافات ضد فياض، عقب ظهوره، ومن ثم غادر المنطقة مستخدما طريقاً عكسياً. وتجري تظاهرات في عدة مدن فلسطينية، منذ ايام، احتجاجا على ارتفاع الأسعار والأزمة الاقتصادية، في حين أعلن فياض ان سبب الازمة الاقتصادية يعود بالاساس الى أزمة مالية ناجمة عن عدم ايفاء المانحين بتعهداتهم المالية. وناشد فياض الخميس الماضي الدول العربية مساعدة السلطة الفلسطينية للخروج من هذه الازمة. وذكرت مصادر فلسطينية مطلعة إن رئيس السلطة محمود عباس بدأ مشاورات مع مقربين منه تتعلق ببدائل عن فياض في حال إقالته. ونقلت وكالة "صفا" المحلية عن المصادر قولها إن "عباس بات مقتنعًا أكثر من أي وقت مضى بضرورة رحيل فياض وأنه اتخذ قرارًا غير رسمي بذلك ويجري مشاورات حول البدائل وإيجابيات ذلك وسلبياته". وذكرت المصادر أن "مركزية فتح أوصت عباس بإقالة فياض، ولكن رئيس السلطة غير راضٍ عن الأسماء التي تطرحها المركزية لخلافته". وكان عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، اللواء توفيق الطيراوي، هاجم الخميس الماضي حكومة فياض، واتهمها بأنها تقود الفلسطينيين إلى الهاوية. وقال الطيراوي إن "الحكومة الفلسطينية أوصلتنا إلى مديونية هائلة وغير محتملة تصل إلى أربعة مليارات دولار"، معلناً أنه "مع مطالب الشعب وأنا أول المحتجين ضد سياسة الحكومة التي تقودنا إلى الهاوية". الى ذلك، قال رئيس السلطة محمود عباس إنه يتفهم أسباب الاحتجاجات على غلاء الأسعار، ولكنه حذر من التخريب والمس بمصالح المواطنين. وقال عباس، في مؤتمر صحافي "من حق الناس التعبير عن رفضها للغلاء ولكن بطرق سلمية" منتقداً إقدام شبان فلسطينيين على إحراق إطارات سيارات أو مهاجمة بلديات. وأشار إلى أنه أعطى توجيهات لحكومة فياض كي تجتمع اليوم مع خبراء في الاقتصاد للنظر في الأمور. وأكد عباس أن سلطته ستتوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في السابع والعشرين من شهر سبتمبر/أيلول الجاري لطلب عضوية غير كاملة لدولة فلسطين، ووجه انتقادات حادة وغير مباشرة للقاهرة على خلفية علاقاتها من حركة "حماس". وقال "نحن نرفض تقسيم التمثيل الفلسطيني، ونرفض الوقوف على مسافة واحدة من الطرفين، نتمنى على إخوتنا أن يحافظوا على وحدانية التمثيل". وأضاف "بصراحة من يستقبل إسماعيل هنية كرئيس وزراء يساعد على التقسيم، لا مشكلة لدي في استقبال هنية أو مشعل كممثل لحماس، لكن أن تستقبله كرئيس حكومة أو ممثل للشعب الفلسطيني هذه سقطة غير مقبولة".