جدد الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح رفضه مغادرة البلاد لإجراء فحوصات طبية أو لغيرها من الأسباب. واعتبر مصدر إعلامي في مكتب صالح في تصريح نشره موقع حزبه مساء الخميس:"إن بقاء الرئيس علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام في اليمن خلال هذه المرحلة أمر ضروري وبشكل ملح بسبب التطورات السياسية داخل المؤتمر الشعبي العام وحلفائه". وأضاف "إنه في حال استدعت الحالة الصحية ذلك فان استقدام أطباء واختصاصين من الخارج أمر متاح ما يجعل خروجه من الوطن لدواعي طبية غير ضروري". ويأتي اعلان صالح في ظل تصاعد التوتر السياسي بسبب اصرار صالح -الذي أجبر على التنحي العام الماضي بعد انتفاضة شعبية- على الاستمرار في ممارسة العمل السياسي من خلال البقاء في رئاسة المؤتمر الشعبي العام، وفي ظل وجود مخاوف من انهيار عملية التسوية السياسية، ووسط ضغوط دولية تمارس على صالح للخروج من البلاد حتى انتهاء الفترة الانتقالية من اجل توفير الاجواء المناسبة للمضي في العملية الانتقالية الى الامام. وظهر صالح يوم الاثنين في احتفال بمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس حزبه وهاجم حكومة الوفاق واللجنة العسكرية التي بدأت تتخذ خطوات في طريق اعادة هيكلة الجيش المنقسم واتهمها بالسعي الى تفكيك الجيش، وهو الامر الذي اعتبر رفضا لإعادة هيكلة الجيش المنصوص عليها في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية لنقل السلطة. وكان الآلاف من شباب الثورة تظاهروا مساء الثلاثاء ومروا لأول مرة من امام منزل صالح وهم يرددون شعارات تطالب بمحاكمة صالح وأعوانه. ولا زال بعض اقارب صالح يتولون مواقع هامة في الجيش والامن ابرزهم نجله احمد الذي يقود قوات الحرس الجمهوري. التظاهرة اثارت استنكار حزب صالح والذي اعتبر "المسيرة والشعارات التي رددتها هي دعوة لفتنة جديدة ومخالفة واضحة وصريحة للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وخرق لمسار التسوية السياسية ومحاولة للعودة بالبلاد إلى المربع الأول. وطالب المؤتمر حكومة الوفاق الوطني واللجنة العسكرية لتحقيق الأمن والاستقرار إلى تحمل مسؤوليتهم وإيقاف مثل هذه الممارسات التي لا تسهم في استمرار حالة الوفاق الوطني وتمثل عائقاً أمام تهيئة الأجواء لمؤتمر الحوار الوطني الشامل. هذا وتظاهر امس الجمعة عشرات الآلاف في مختلف الساحات للمطالبة بمحاكمة صالح واعوانه. وهتف المتظاهرون في مدينة تعز "يا مخلوع جهز حالك.. المحكمة بانتظارك." كما طالب المتظاهرون بتجميد اموال صالح وعائلته وتقديمهم للعدالة.