وصل الى العاصمة اليمنية صنعاء امس الخميس مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر لتقييم الأوضاع بعد أسبوعين من توقيع اتفاق نقل السلطة الذي يزيح الرئيس علي عبدالله صالح عن الحكم. وقال بن عمر إنه سيلتقي خلال زيارته بجميع الأطراف اليمنية لتقييم الأوضاع في البلاد، ولتقديم تقرير لمجلس الأمن الدولي بذلك، الذي سيجتمع في الرابع عشر من ديسمبر الجاري. وذكرت الوكالة الرسمية سبأ ان بن عمر عبّر عن ارتياحه بتقدم العملية السياسية في اليمن وتطبيق آلية المبادرة الخليجية بتشكيل الحكومة الجديدة التي أعلنت الأربعاء. وقال بن عمر «أتمنى للحكومة الجديدة كل النجاح وهي حكومة وفاق وطني ناتجة عن المفاوضات التي تمت بين الأطراف اليمنية نتيجة تسوية سياسية مبنية على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية». واعتبر: «إن تشكيل الحكومة يعد نقطة مهمة للاتفاق الذي تم بين جميع الأطراف»، وشدد أيضاً على ضرورة أن يكون للحكومة برنامج ودور في استتباب الأمن والاستقرار وإعادة بناء الاقتصاد والإعمار لليمن ولعب دور مهم خلال المرحلة الحساسة المقبلة. ومن المقرر ان تؤدي حكومة الوفاق الوطني التي يرأسها محمد سالم باسندوة اليمين الدستورية غدا السبت امام الرئيس الانتقالي عبده ربه منصور هادي. وشُكّلت الحكومة الجديدة بالمناصفة بين أحزاب تكتل اللقاء المشترك وشركائه وحزب المؤتمر الشعبي الحاكم وشركائه. وتواجه حكومة الوفاق تحديات كبيرة الحكومة ابرزها وقف العنف والعمل على اخلاء الشوارع والطرقات من المسلحين المدنيين والعسكريين واعادة الثقة لدى المواطن اليمني في الامن. كما ينتظر اليمنيون أن تعمل الحكومة على إجراءات اقتصادية عاجلة لمعالجة الأزمة المعيشية الطاحنة وتراجع الخدمات الأساسية في البلاد جراء عشرة أشهر من الاضطرابات اهمها خدمة الكهرباء وتوفير المشتقات النفطية والمواد الغذائية. كما ان على الحكومة معالجة الوضع في الجنوب وتهيئة الناس هناك، وفي صعدة للدخول في حوار وطني خلال المرحلة الانتقالية تتحدد فيه شكل الدولة والنظام السياسي في البلد. ومن التحديات ايضا هو بسط السيادة على ربوع اليمن وإعادة المناطق التي خرجت من سيطرة الدولة في الجنوب وصعدة وغيرها من المناطق المتوترة. الى ذلك شهدت عدد من المدن اليمنية امس تظاهرات للمطالبة بتحقيق كامل أهداف الثورة وبناء اليمن الجديد. وجابت مسيرة حاشدة عددا من شوارع صنعاء وسط ترديد شعارات تتعهد بالوفاء للشهداء والانتصار لأهدافهم بتحقيق جميع أهداف الثورة السلمية. وطالب المتظاهرون مجلس الأمن الدولي الذي سيعقد اجتماعا له في ال 14 ديسمبر الجاري بشان اليمن,إلى فرض عقوبات على صالح وتجميد أرصدته وتحويل ملف جرائمه إلى المحكمة الجنائية الدولية. وفي مدينة تعز جابت الشوارع مشيرة حاشدة رغم الوضع الامني الصعب والانتشار الكثيف لقوات الأمن. ونددت المشاركون في المسيرة ما اسموها بجرائم النظام وطالبوا بتقديم ملف جرائمه مع أعوانه لمحكمة الجنايات بلاهاي.