الشيخ عبدالله بن جاسم أحد حكام قطر المشهورين بالفضل ومحبة العلم والعلماء والأدباء وبذل المعروف وسماحة الكف وهو الحاكم الثاني في دولة قطر، ورث الحكم من أبيه الشيخ جاسم آل ثاني رحمه الله تعالى، المؤسس لدولة قطر وقد ورث إمارتها من أبيه سنة 1331ه وكان عمره خمسين سنة، امتاز رحمه الله بحصافة العقل، ورزانة الرأي، كان من الذين طالت أعمارهم وحسنت أعمالهم، إذ ان عمره كان لما توفي 105 سنوات، فقد ولد سنة 1271ه وتوفي سنة 1376ه واستمر حاكماً لقطر أكثر من 34 سنة. وفي عهده دخلت قطر أول مرة انتاج النفط فقد وقعت اتفاقية الامتياز النفطي سنة 1937م وبعد ثلاث سنوات عثر على النفط سنة 1940م إبان بداية الحرب العالمية الثانية قرب العلماء وأحبهم طبع كتباً في الفقه الحنبلي على نفقته وجعلها وقفاً لطلبه العلم. وحياته وجهوده ومناقبه وسجاياه تحتاج إلى دراسة عميقة ومتأنية لأنه كان فألاً حسناً على العلماء والأدباء وعلى رعيته مثل والده العلم الشهير حاكم قطر الشيخ جاسم رحمهما الله تعالى فالشيخ عبدالله بن ثاني أحد الأسماء الخالدة في ذاكرة دولة قطر خاصة والخليج العربي والجزيرة العربية عامة، كما أن له أيادي بيضاء وصنائع معروف ظاهرة للعيان. أما هذا النص الشعري النبطي فقد دونه الباحث الأديب والراوية القطري علي بن عبدالله الفياض في كتابه الممتع والطريف (لآلئ قطرية شعراء من قطر) فقد وجدها في مخطوطه نادرة ونشرها في كتابه هذا وهذه القصيدة تعد أول قصيدة يعثر عليها للشيخ عبدالله بن ثاني رحمه الله حاكم قطر وهي قصيدة في رثاء زوجته رحمها الله تعالى، وعلى الطرق الهلالي الذي يمتاز بسهولة الالفاظ وسلاسة التراكيب ووضوح المعاني. علي بن عبدالله الفياض والشاعر غالباً ما يكون واضحاً في أفكاره مع سبك القصيدة وحفظه عن ظهر قلب سهل وليس صعب وهو الطرق الذي أبحر فيه الخلاوي في قصائده الرنانة وقصيدة الشيخ عبدالله بن ثاني هي سبعة عشر بيتاً على روي الباء بوصل الهاء ذكر فيها خصالها الحميدة وكرم نفسها ونبل طبعها ورقة مشاعرها وإلى جمالها الخلقي. وهذه القصيدة هي في قمة الوفاء لهذه الزوجة الكريمة وما أندر الوفاء مع الأحياء من الأحياء فكيف بعد ما يرحلون عن هذه الحياة؟ فكانت القصيدة فيها الأسى والحزن على هذا الفراق الأبدي الذي لا رجعة فيه، ورثاء الزوجات هو أمر ليس كثيراً في الأدب العربي الفصيح، لكنه في الأدب الشعبي أكثر واشهر تقول القصيدة: جرى الدمع من عيني وهلت سكايبه وجمر الغضى شبت بقلبي لهايبه ونيت ونة من ضحى الكون خلي طريح ولا فاد الزهم في قرايبه وطوه ربع حقق العرف بينهم حماقا وطلابة ديون عوازبه ذا فاطر عينه بفرقا عضيده وذا محرق كبده وهذا ناكبه وذا ماخذ سرجه وميبس صميله وكلٍ على ما قد مضى منه طالبه أو وجد راعي جلبة لججت به بطامي غبيب سود والليل قاربه ونشا له من نور السماكين مزنه تبرق وترعد والجدا ريح ثاقبه لوت به عواصيف الرياح وبددت ليحانها والموج جاشت غواربه فلا وجدهم وجدي على قصة جرت عشية صفي القلب قامت نوادبه خليل شقيق الروح عاش للنقا حليف فلا تخسى الملامة أقاربه نشا مثل فرع الموز نضر قوامه يميل إلى هبت عصير هبايبه بدر الدجى مدلولة يوسفيه عليها البها والنور هلت سكايبه تسمى على الخفرات فضل ومفخر كما يفوق البدر ساير كواكبه كل العذارى عقبها كب فوزهم محا فخرهم والزين زمت ركايبه فوالله لو عوص الانضا يبلغنه عنيناه لو كانه بقاصي مغاربه ولو ينفدا منا بما عز أو غلا فديناه وهان الخطب هانت مصايبه عليها سلام الله ما ون موجع وما حن مفجوع على فقد صاحبه