الأرواح لو قفت عن الموت هاربه على أثارها خيل المنيات طالبه فلا ناجي منها من الناس واحد ولو طال عمر المرء باعلا مراتبه سطت سطوةٍ راعت بها كل مسلم وخلت مدامعنا من الوجد ساكبه يومٍ رحل عنا فجاتٍ عشيه وضع في قبرٍ كانفات جوانبه إمام الهدى سقم العدى معطي القدا ولو كان مصعابن يقوده بشاربه حريب الردى عبدالعزيز ابن مقرن فكم بالظبا اصغى العدى من رغايبه همول ندا الراحات الى غزر الحيا وقل القرى ووجيه الأيام كاهبه كفيل اليتاما والمساكين والذي لفو فوق الانضا خاليات مزاهبه وياما أحيا ليال الشتاء في تهجد وبات إلى الله يبتهل في محاربه وكم خلص الحجاج من ظلم ظالم فلولاه نشبة في لحاهم مخالبه وكم بالقرا عجل لهم من كرامه الى جوه خطارٍ تلاجوا بجانبه وكم جر في بلدانهم من جريره لها عجةٍ في لجة الجو ساكبه وكضمت على حرٍ عليه وبينه نبا شاعرٍ مابي من الوجد صايبه شكا لي وانا وياه نشكي لواحد شكاله أيوب الذي كان كاربه ترى ان كنت يالعقاي تشكي من الأسى عليه فانا روحي من الوجد ذايبه لك الله ماخوفي على الدين ينطفي ولا خايفٍ والله تؤفل كواكبه ولا خايفٍ والله تبنى قبابها بحيل الذي غيث السماء من وهايبه ولا يعبدالطاغوت فيها ومن بدا به العيب ترد سيوفنا فوق غاربه الى مات فالله حاضرٍ ليس غايب قوا لدينه غالبٍ من يغالبه ولا مات من خلف على الناس ميمر سلط به الباري على من يحاربه سعود مقزي الترك عن لذة الكرى ولو كان ترعى بالمفالي ركايبه شجاع إلى أوجه على الترك أصبحت ممالك عباد الطواغيت خاربه يجر عليهم كل جيشٍ عرمرم صهيل السبايا والقنا في جوانبه يتلون من لا يكسر الله باسه إمام الهدى نزهٍ عفاف مذاهبه قريبٍ من التقوى بعيدٍ عن الردى حريصٍ على بذل الصخا في مواجبه الشاعر: جاء في تقديم القصيدة في مخطوط لجامع مجهول (مما قال أبو عنقا بعبدالعزيز بن سعود) وسماه منديل الفهيد (مهنا أبو عنقا) وهو من أهل الأحساء وله قصائد أخرى منها مقاضاة بينه وبين محسن الهزاني ، وقد عاش في منتصف القرن الثاني عشر ومطلع الثالث عشر الهجري. مناسبة النص: كتب الشاعر هذا النص في رثاء الإمام عبدالعزيز بن سعود (رحمه الله) الذي اغتيل وهو يصلي في مسجد الطريف بالدرعية في العشر الأواخر من رجب عام 1218ه، ويبايع الإمام سعود بن عبدالعزيز الذي تولى سدة الحكم خلفاً لوالده، وقد جاء عند ابن بشر (أن رجلاً من أهل العمارية في العراق وصل الدرعية في صورة درويش وأدعى انه مهاجر وأظهر التنسك بالطاعة وتعلم شيئاً من القرآن فأكرمه عبدالعزيز وأعطاه وكساه.. وقد وثب عليه من الصف الثالث وهو ساجد أثناء صلاة العصر، فطعنه بخنجر معه قد أخفاها وأعدها لذلك، ولما طعن عبدالعزيز أهوى إلى أخيه عبدالله وهو في جانبه وبرك عليه ليطعنه فنهض عليه وتصارعا وجرح عبدالله جرحاً شديداً، ثم أن عبدالله صرعه وضربه بالسيف وتكاثر عليه الناس فقتلوه فحمل الإمام إلى قصره، فلم يلبث أن توفي وكان ابنه سعود في نخله بمشيرفة في الدرعية فلما بلغه الخبر أقبل مسرعاً وأجتمع الناس عنده فقام فيهم ووعظهم فقام الناس فبايعوه وعزوه بأبيه). دراسة النص: الأبيات الموردة مجتزئه من قصيدة يبلغ عدد أبياتها اثنان وأربعون بيتاً جاءت في مخطوط لجامع مجهول ونتيجة عدم وضوح وطمس بعض الكلمات فاستعنت ببعض الكلمات وفق ما جاء عند منديل الفهيد (رحمه الله)في كتاب من آدابنا الشعبية، ويبلغ عدد أبياتها عند الفهيد ثلاثة وأربعون بيتاً تختلف بعض الأبيات في تراكيب الجمل عنها في المخطوط. وقد استهل الشاعر قصيدته بتذكر الموت ووصف المنية بالخيل التي تطارد روح الإنسان، وهي مدركتها مهما طال عمر المرء أو علت منزلته، ثم يبين مدى الفاجعة التي ألمت بالمسلمين في وفاة الإمام عبدالعزيز الذي يسميه إمام الهدى المتغلب على الأعداء، ثم يصفه بأنه كريماً جواداً، كافلاً للأيتام والمساكين وهو يعطي كل من قصده، كما انه تقي ورع يحيي ليال الشتاء الطويلة بالتهجد والعبادة، وهو يحمي الحجيج ويخلصهم من قطاع الطرق ويقود الجيوش الضخمة في سبيل ذلك، وهذه الصفات التي يوردها الشاعر تتفق مع ما جاء عند ابن بشر من صفات للإمام عبدالعزيز (كان لا يخرج من المسجد بعد صلاة الصبح، حتى ترتفع الشمس ويصلي صلاة الضحى، وكان كثير الرأفة والرحمة بالرعية، بإعطائهم الأموال وبث الصدقة لفقرائهم، وكانت البلاد في زمنه آمنة لأن الشخص الواحد يسافر بالأموال العظيمة أي وقت شاء، لا يخشى الا الله، لا سارقا ولا مكابراً، وكانت الحجاج وجميع أهل الأسفار يأتون من البصرة وعمان وبلدان العجم والعراق وغير ذلك إلى الدرعية، ويحجون منها ويرجعون إلى أوطانهم لا يخشون احدا ولا يؤخذ منهم شيء) ثم شاعرنا يوجه خطابه إلى شاعر آخر سماه (العقاي)، وان كان رسمه غير واضح في المخطوط - ليؤكد للشاعر ان ليس به خوف على الدين فان كان مات الإمام عبدالعزيز فقد خلفه ابنه الإمام سعود، وقد سلطه الله على أعداء الدين، وهو الذي أقضت مضاجع الترك جيوشه المنتصرة التي يقودها بنفسه.