يا هل ترى صفة الكَيْدُ التي قالوا إنها تعني :الخُبِثَ والمَكْرَ؛ كاده يَكِيدَُهُ كَيْداً ومَكِيدَةً، وكذلك المكايَدةُ، أو الذي هو الاحتيالُ والاجتهاد، وبه سميت الحرب كيداً، هذا الكيد هل هو ماركة نسائية أو رجالية؟ وقبل أن ندخل في مزايدات، وحملات تهجم على المدانين من أي الجنسين، أو نصب الشراك للاقتصاص أو التشفي أو الشماتة أو التهكم دعونا نتفق على الابتعاد عن النصوص الشرعية كي لا نقع في المحظور، كوننا كلنا نقرأ قول الحق تعالى في محكم التنزيل: "... إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم" ، وإن كان بعض الرجال سيتغنون بالمعنى، وسيشد واحدهم من أزر أخيه في استشعار لنشوة النصر والتمكين إلا أنني أذكرهم أن هذا الكلام جاء حكاية عن أحد أقارب امرأة العزيز، حتى وإن تناسوا قصة يوسف وكيد إخوته حين قال أبوهم "فيكيدوا لك كيداً" وكادوا له كيداً وهم رجال، ثم إن ثمة معنى أسمى في الكيد حين تحدث ربنا عن نفسه فقال تعالى: "إنهم يكيدون كيداً. وأكيد كيداً"الطارق14، وبالتالي المعاني في آي الذكر الحكيم تختلف وتأخذ أبعاداً أخرى، فلن نستحضرها أو نوازي سموها، وهنا نعود من حيث بدأنا لنناقش وفق قناعاتنا وميولنا ومرئياتنا لنقول: كيد النساء أو كيد الرجال، هم المكارون أم هن المكارات؟ لقد تملكتني رغبة لحوح في أن أجد جواباً شافياً وافياً فما وجدت خيراً من جمعكم أعزائي القراء الكرام لأستعين به لأصل للجواب ونقنع بعضنا به لاختلاف الأعمار والأجناس والطوائف والانتماءات الفكرية والمعرفية، وتعدد الطبقات العلمية والاجتماعية، وهنا المتعة في طرح الرأي من خلال فكرة أو قصة أو حادثة ويتم تجاذب أطراف الحديث والحوار حولها لاستنتاج الجواب المطلوب. على طاولة النقاش طرحت عصارة حيرتي وصوت فكري الذي يحدثني عن كيد المرأة تارة ثم يسرد شواهد ويستحضرها ببالي ليؤكد أن الكيد رجل!. ومازلت أتساءل هل ميزان الكيد سترجح فيه كفة الذكور أم الإناث، الجنس الخشن أو الجنس الناعم؟، ترى هل بلغ البطش والجبروت والقوة بالرجال أن استحقوا لقب الكيد بجدارة واستحقاق، أو أن النساء رغم ظاهر الضعف في البنية والمظهر الخارجي والحاجة للدعم والسند باطن طباعهن كيد كبير ؟ ليس لدي الكثير لأقوله فما وقفت هنا إلا لأطرح السؤال، وأطمح أن أجد الإجابة، وفي خاطري لا يوجد إلا نقطتان مع بعضهما أراهما تعبيراً عن رجل وامرأة وعليكم وضع المعنى، ثم وضع النقطة الوحيدة في آخر الكلام للتأكيد، فلو لاحظنا تلك النقطتين ( :) تعني الحيرة ما قبل وضع الكلام وتدل على الاستعداد لطرح المعنى، وهو أصل كلامي، ولكم النقطة الوحيدة التي ستعني الحسم وآخر الكلام. .. وعن نفسي (يا حياتي يا أنا) جملة دوماً أقولها عن نفسي تعبيراً عن كم من البساطة حد السذاجة أحياناً!، ولأن الجملة تحمل كل البراءة والطيبة والسماحة التي تتنافى مع طابع الكيد، فالكيد أنا منه بريئة وليس لي أن أزكي الباقيات أو الباقين من العالمين، كل السكينة أنا وسأنتظر حكمكم على العموم من الجنسين، ولا تنسوا أن تذكروني لتستثنوني.