دعا المبعوث الاممي العربي للازمة السورية الاخضر الابراهيمي السبت جميع الاطراف في سورية الى وقف العنف معتبرا ان الحكومة تتحمل مسؤولية اكبر في هذا الشأن، وذلك في مقابلة من نيويورك اجرتها معه قناة العربية. كما اكد الابراهيمي ان من المبكر الحديث عن ارسال قوات عربية او دولية الى سوريا معتبرا ان التدخل العسكري يعني فشل العملية السياسية. وقال الابراهيمي في التصريحات التي نقلها موقع القناة ان هناك حاجة الى اطار سياسي جديد او وضع جديد في سورية، لان التاريخ لا يعود إلى الوراء مشيرا الى انه سيتوجه في الوقت المناسب إلى العاصمة السورية دمشق». وشدد على انه يتعين على «جميع الاطراف وقف استخدام العنف في سوريا» مشيرا في الوقت نفسه الى ان «دور الحكومة ومسؤوليتها اكبر في هذه الخطوة». وعن فكرة ارسال قوات الى سورية، قال الابراهيمي «من المبكر الحديث عن ارسال قوات عربية او دولية مثل قوات حلف شمال الاطلسي الى سوريا» موضحا ان «التدخل العسكري معناه فشل العملية السياسية». وقال ان الوضع المعقد في سورية لا يمكن التعامل معه بأفكار مسبقة، والهدف هو الوصول الى عملية سياسية تمكن الشعب السوري من تلبية طموحه. واضاف ان الحكومة السورية لا بد انها تدرك مدى هذه المعاناة التي نزلت على شعب سورية ولا بد انها تدرك ان هناك مطالب كبيرة تخص هذه الحكومة وان التغيير، ضروري وعاجل، ولا بد من ارضاء الشعب السوري والتجاوب مع تطلعاته المشروعة. كما اورد انه لا بد من ان تدرك المعارضة ان الوضع خطير وصعب وان المصلحة ليست مصلحة افراد او جماعات بل مصلحة الشعب السوري كله ولا بد من العمل على انهاء هذه المحنة والوصول الى عملية سياسية تمكن الشعب السوري من ان يعيش في ظروف يقبلها. وشدد على انه لا يستطيع ان ينفذ المهمة المطلوبة منه من دون تأييد كامل وواضح من مجلس الامن موضحا ان لا حاجة الى قرارات من المجلس في الوقت الراهن. وبدأ الدبلوماسي الجزائري الاخضر الابراهيمي مهمته رسمياً كمبعوث اممي عربي مشترك الى سورية خلفا لكوفي عنان الذي استقال من منصبه. ويعتزم الابراهيمي زيارة سورية خلال الاسابيع المقبلة واجراء محادثات في القاهرة مع مسئولين من الجامعة العربية. و ذكر ثوار سوريون أنهم هاجموا مطارا عسكريا آخر امس قائلين أنهم استولوا على مزيد من صواريخ أرض - جو فيما بدأ مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية الجديد بشكل رسمي مهمته للمساعدة في إنهاء الصراع المستمر منذ 18 شهرا في البلاد للاطاحة بنظام الرئيس بشار الاسد. وقال ناشطون: إن مقاتلين من المعارضة هاجموا مطارا عسكريا في مدينة كوريس بمحافظة حلب شمال البلاد وتمكنوا من تدمير ثلاث طائرات. وتعرض مطاران آخران في الايام الاخيرة لهجوم في حلب. واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان انه عثر امس على 18 جثة مجهولة الهوية في دمشق وفي بلدة كفربطنا في ريف العاصمة، مشيرا الى ان 17 من اصحاب هذه الجثث «اعدموا ميدانيا». واوضح المرصد في بيان نسخة منه «عثر على ما لا يقل عن 12 جثة مجهولة الهوية اعدموا ميدانيا في بلدة كفربطنا وجثة مجهولة الهوية في حتيتة التركمان» في ريف دمشق. وذكر في بيان آخر انه «عثر على جثامين خمسة مواطنين مجهولي الهوية اعدموا ميدانيا في حي القدم بمدينة دمشق». وقتل معظم اصحاب الجثث بالرصاص وقيدت اياديهم، بينما حملت بعض الجثث اثار تعذيب. وتزايدت في الاسابيع الاخيرة عمليات التصفية الجسدية والعثور على جثث مجهولة الهوية غالبا ما تربطها تقارير الناشطين السوريين المعارضين باعدامات ميدانية. ويشير المرصد السوري لحقوق الانسان الى ان بعض عمليات التصفية تديرها القوات النظامية بحق مقاتلين معارضين، فيما تجري في موازاة ذلك عمليات تصفية متبادلة بين الموالين والمعارضين للنظام. وكانت لجنة تحقيق دولية تابعة للامم المتحدة اتهمت في 15 اب/اغسطس القوات الحكومية السورية والميليشيات الموالية لها (الشبيحة) بارتكاب جرائم ضد الانسانية. كما اتهمت المعارضة المسلحة بارتكاب جرائم حرب لكن بدرجة اقل من النظام. وذكرت وسائل إعلام رسمية أن القوات الحكومية شنت هجوما مضادا ضد «إرهابيين» لم تحدد هويتهم قرب منطقة القلسة بضواحي حلب وحول القواعد العسكرية. وذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) امس «اشتبكت الأجهزة الأمنية المختصة مع إرهابيين في باب أنطاكيا بحلب القديمة وتمكنت من القضاء على عدد منهم». وقال الناشط بسام الحلبي إن القوات الحكومية واصلت قصف المنطقة التي تضم العديد من القواعد العسكرية. وفي الوقت نفسه انتقد نائب وزير خارجية سوريا فيصل المقداد تركيا في مقابلة مع قناة «العالم» التركية قائلاً: إن «تركيا تلعب دورا هداما في سوريا بقيامها بتدريب الارهابيين وتمرير القاعدة الى سوريا، مؤكدا ان هذا الموضوع يستحق معالجة حقيقية». في الوقت نفسه تقوم تركيا في الوقت الراهن ببناء مخيم جديد لاستقبال اللاجئين. وفي تطور آخر أظهر شريط فيديو على الانترنت ثوارا في الشرق يستولون على صواريخ «كوبرا» أرض-جو في قاعدة جوية عسكرية بمنطقة أبو كمال قرب الحدود العراقية-السورية. وزعم الثوار أيضا أنهم اعتقلوا 50 جنديا حكوميا في القاعدة بعد مقتل قائدهم. وعلى صعيد آخر أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أكثر من 140 شخصاً لقوا حتفهم الجمعة في أعمال العنف الجارية بأنحاء متفرقة من سوريا. وقال المرصد، الذي يتخذ من لندن مقرا له ، في بيان: «ارتفع عدد الشهداء المدنيين الذين انضموا يوم الجمعة إلى قافلة شهداء الثورة السورية الى 110 شهداء».