قد تبدو للناظر امرأة رشيقة الجسم ولكن عادية وطويلة القامة (180 سم) وهي تتوجه إلى فندق فور سيزنز في بفرلي هيلز لتجري مقابلة صحفية، ولكن على مقربة من الفندق ترتفع صورة ضخمة لها للترويج لفيلمها الاخير «بي ويتشد» (المسحورة) تغطي عشرة طوابق من أحد المباني. وتنتشر الملصقات المشابهة من كل الألوان والاحجام التي تظهر فيها كيدمان برفقة ويل فيريل، الممثل الذي يشاركها بطولة الفيلم، بعدة لقطات على مكنسة الساحرة. ونجد الصور هذه على الحافلات واللوحات الاعلانية وحجرات الهاتف في أرجاء البلاد. وحتى بعد مرور عقدين على خوضها مجال الفن وعشرة أعوام قضتها في أعلى مراتب الممثلين المحترفين، اضافة إلى سنوات زواجها بذاك الذي لم يتوقف عن القفز بحماس على كنبة أوبرا وينفري وهو يتحدث عن كايتي هولمز، تقر كيدمان البالغة من العمر 37 عاماً بأن الملصقات لاتزال تربكها. وتلعب كيدمان في احدث الافلام التي تجسد هوس هوليوود بالمسلسلات التلفزيونية القديمة «بي ويتشد»، وهي تمثل دور الساحرة الطيبة القلب سامنثا ستيفينز، الشخصية التي شهرتها اليزابيث مونتغومري الراحلة. غير ان القصة ليست بهذه البساطة: فتجسد كيدمان دور ابزابيل بيغالو، ساحرة حقيقية يتم اختيارها لتلعب دور سامنثا في حلقات اعادة للمسلسل القديم الهدف الرئيس من وراء تصويرها اعادة اطلاق ممثل سينمائي أفل نجمه من زمن جاك وايات (فيريل) وهو يلعب دور زوج سامنثا البشري الفاني، دارين ستيفنز. ولا تنطبق على جاك اي من صفات الغرور أو الأنانية المفرطة الشائعة عنه، ويعجب فورا بايزابيل التي تعتبره الفاني المثالي الذي يمكن ان تستقر معه وتتخلى عن استخدام قواها السحرية. وتنضم شيرلي مكلاين دور ايريس - اندورا اضافة إلى مايكل كاين بدور والد ايزابيل إلى كيدمان وفيريل في الفيلم الذي سيبدأ عرضه في ال 24 من حزيران - يونيو. وقد أخرجت هذا العمل نورا افرون وكتبته افرون بالتعاون مع أختها ديليا. وليس «بي ويتشد» اول اعادة سينمائية تشارك فيها كيدمان. صحيح انها تشتهر بالاقتباسات السينمائية لروايات ادبية سورتريت أوف لايدي» (صورة لايدي) 1996م و«ذي هاورز» 2002م وبأفلام كال «مولان روج» 2001 و«ذي انتر برتر» (الترجمان) 2005، ولكنها شاركت أيضاً في الفيلم الذي فشل «ذي ستبفورد وايفز» (زوجات ستيبفورد) 2004 وهي قبلت العمل في «بي ويتشد» أثناء تصويرها هذا الفيلم. وتشرح كيدمان ان كل فيلم تحدياً، سواء أكان اعادة أم غير ذلك، وهي ترتدي ثياباً سوداء تلائم المناسبة: فستاناً ومعطفاً يصل إلى الركبتين. وتقول «أظن ان كل الافلام تبعث التردد في النفس، سواء كانت اقتباساً لرواية أم اعادة لمسلسل تلفزيوني. والغريب ان عبء اعادة مسلسل تلفزيوني ليس بثقل تمثيل «صورة لايدي» انما أظن العبرة النهائية التي تتعلمها هي الخروج من الحدود المرسومة مسبقاً. وتضحك كيدمان عندما نلحظ انها تشكل وفيريل ثنائياً غريباً: الممثلة الحائزة على جائزة الأوسكار ومهرج برنامج «ساترداي نايت لايف». وترد «يقولون هذا عني طوال الوقت. فقد كان الثنائي مع شون بين غير متوقعاً (ذي انتربرتر) مثلاً، بيد أنني أعتقد ان الثنائي مع ويل هو غريب بحق» وتضيف: «ولكنه كان ممتعاً جداً في الوقت نفسه. دعني أقول انه كريم للغاية بموهبته ولطالما ردد على مسامعي «هيا يا نيكول، بامكانك ان تنفذي العمل» فاخرجني من قوقعتي». وتعترف كيدمان بانه على رغم تاريخها المليء بالنجاحات في الدراما ساورتها بعض الشكوك حول قدرتها على التعامل مع الكوميديا جيداً. «تساورني الشكوك دائماً حول كل شيء»!! حتى بعد عشرين عاماً وتسميتين للحصول على الأوسكار توجت احداهما بالفوز؟. تجيب كيدمان التي ستظهر في فيلمها المقبل «فير» (فرو) بشخصية المصورة الفوتوغرافية دايان اربوس كما سنسمع صوتها في «هابي فيت» (الاقدام السعيدة) وهو فيلم رسوم محركة: «نعم، نعم وأظن أن القلق يحفز. ان ظننت انه بامكانك تحقيق أمر معين يكون وضعاً مختلفاً ولست أكيدة تماماً ولكن أعتقد ان في ذلك قليلاً من الغرور. فأنا أعتقد انه من الأفضل ان التزم ب «لست أكيدة» و«علمني»، و«كلي آذان صاغية» و«أنا مستعدة لأن أتعلم». (عن النيويورك تايمز)