سيرة ومسيرة حياة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، رحمه الله، سيرة ثرية ومسيرة مكللة بالفخر، تتميز بمحطات ناصعة البياض وبهاء المواقف وشموخ الحكمة وصناعة التاريخ للوطن المضيء. علينا أن نأخذ جميع الاحتياطات اللازمة وأن نبذل كل الجهود الممكنة لضرب أوكار الإرهاب وبؤره والقضاء عليها في مهدها. نايف امتزجت خيوط فجر اليوم الأول من الشهر الأول من العام 1400ه بمشهد غريب في مضمونه وعنوانه وطريقته عندما اقتحم جهيمان وثلة من المتشددين معه بيت الله الحرام.. لم يراعوا في ذلك حرمة البيت العتيق الذي جعله الله مثابة للناس وأمنا. في فجر ذلك اليوم.. دخل أفراد تلك العصابة إلى المسجد الحرام عن طريق الخديعة والغدر يحملون نعوشا.. وأوهموا حارسي البيت العتيق بأنها نعوش لموتى سوف يصلون عليها بعد انقضاء صلاة الفجر.. ولم تكن تلك النعوش في واقع الأمر غير مخازن لأسلحة نارية وذخائر استهدفت المسلمين الآمنين الراكعين الساجدين! وما إن انقضت الصلاة حتى فاجأ جهيمان وصهره محمد القحطاني المصلين في المسجد الحرام بنبأ المهدي المنتظر وفراره من أعداء الله كما زعموا واعتصامه بالمسجد الحرام! في ذلك اليوم من القرن الهجري الجديد.. تم تقديم أحدهم كما أسلفنا على أنه المهدي المنتظر ومجدد هذا الدين.. وقام أفراد تلك العصابة بمبايعة المهدي المزعوم وطلبوا من المصلين مبايعته أيضا فلم يتجاوب معهم أحد ولهذا أوصدوا أبواب المسجد الحرام ليجد المصلون أنفسهم محاصرين داخله بمن معهم من نساء وأطفال! وقد حاولت الحكومة حل هذا الوضع وديا وطلب منهم الاستسلام والخروج من الحرم وإطلاق سراح المحتجزين إلا أنهم رفضوا ذلك.. فتعطلت الصلاة والمناسك في البيت الحرام الذي أصابه ضرر بالغ جراء تلك الأحداث.. ولكن سبل الصبر والأناة مع هذه المجموعة الغادرة نفدت.. عندها بادرت الحكومة بالقيام بواجبها في حماية قبلة المسلمين وتطهيرها فدفعت بقواتها المعززة بالتقنيات الحديثة بما يسهم في الحفاظ على المحاصرين من الأبرياء ومكونات المسجد الحرام الذي تبذل حكومة المملكة الغالي والنفيس لتوسعته وتجميله فسقط المهدي المزعوم قتيلا الأمر الذي سبب صدمة لأتباعه الذين كانوا يعتقدون بأنه لا يموت فبدأوا بالاستسلام والانهيار تباعا بعد انقشاع غيمة الجهالة.. كما استسلم جهيمان ومن بقي من أتباعه لينتهي بذلك أول حادث يصنف ضمن الحوادث الإرهابية أو التطرف الديني في المملكة. التقت أفكار جهيمان وصهره في العديد من الرؤى الأيديولوجية المتطرفة من حيث تكفير الدولة بل وتكفير المجتمع بأكمله إضافة إلى التزمت الشديد ومن ثم اعتزالهما المجتمع ورفض معالمه المدنية بكافة أشكالها.. بعد أن بدأوا بنشر أفكارهم المتزمتة التي لقيت صدى عند البعض بشكل سري وعلى نطاق ضيق في بعض المساجد الصغيرة بالمدينة المنورة. ففي أواخر العام 1399ه، أبلغ محمد بن عبدالله القحطاني صهره جهيمان بأنه رأى في منامه أنه هو المهدي المنتظر! وأنه سوف يحرر الجزيرة العربية بل العالم كله على حد زعمه! وهنا بدأت أطراف المعادلة تكتمل في أذهان تفتقد للحس المعرفي.. ولم يكن ينقص المعادلة إلا بيت الله الحرام ليلوذ إليه «المهدي المنتظر».. وهذا ما تم في ما بعد! في تلك الحادثة كان واضحا أن هناك منهجا طبقه الأمير نايف في التغلب على تلك الفتنة ووأدها في مهدها.. تلك الاستراتيجية التي استمرت بعد ذلك قبل أن تواجه ببرامج جمعت بين الحزم والمناصحة لينحصر هذا الفكر المتطرف. النتائج المبهرة رسم نايف الخطط الكفيلة بالوصول إلى نتائج مبهرة منذ تلك اللحظة خاصة أن ذلك العمل كان عملا غريبا لا يتلاءم والفكر السائد لمجتمع مسلم متماسك وتم بالفعل دحر تلك الفلول الضالة لتنتهي تلك الحادثة ليعود البيت العتيق كما كان آمنا وقبلة للناس في مشارق الأرض ومغاربها. وفي الوقت ذاته.. رأى نايف أن هذه الحادثة كانت الأولى.. بيد أنها لن تكون الأخيرة! وبدأ يفكر في اتجاه آخر يهدف للقضاء على الإرهاب بمختلف أشكاله وصوره. والتفكير في ذلك لم يتوقف عند ذلك اليوم أو عند ذلك الحد.. بل إن تلك الحادثة جسدت ضوءا اهتدى به إلى أن في المجتمع والوطن.. بل وفي كافة أنحاء العالم من يسيء الفهم والتفكير.. وأن هناك من يشط في الغلو والتطرف ويستخدم العنف لإجبار الآخرين على قبول مبادئه وتوجهاته الإيديولوجية المريضة.. وهنا بدأ صوت نايف يعلو محذرا ومنبها جميع دول العالم إلى وجوب وضع استراتيجيات محكمة لمكافحة الإرهاب أيا كان نوعه أو أهدافه ومقاومة من يقف وراءه سواء كان ذلك بالدعم المعنوي أو التمويل أو المساعدة بكافة الأشكال والصور.. إلى أن تمكن من إقناع الدول العربية بذلك عندما تبنى مجلس وزراء الداخلية العرب وضع خطة واستراتيجية لمكافحة ومقاومة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره. وفي هذا الشأن يقول الدكتور عبدالرحمن الجماز: منذ أكثر من 20 عاما ونايف ينادي بضرورة وضع خطة لمكافحة الإرهاب.. ولأكون أكثر دقة يمكنني أن أقول إن نايف بدأ ينادي بذلك منذ وقوع حادثة الحرم.. والإرهاب بالنسبة للأمير نايف لا يتمثل فقط في الإرهاب السياسي أو الديني.. بل إن الأمر يتعدى ذلك إلى الجريمة والمخدرات.. ومن ذلك تتضح لنا خاصية بعد النظر التي تميز بها نايف خاصة بعد التداعيات والمشكلات الإرهابية التي حدثت فيما بعد ليس في المملكة فحسب بل في معظم دول العالم.. والتي أشارت إلى أن نايف كان مصيبا تماما فيما كان ينادي به ويحذر منه باستمرار. انتهج نايف أسلوبا متميزا في مقاومة الإرهاب تم تطبيقه في المملكة لأول مرة على مستوى العالم.. هذا الأسلوب كان ذا اتجاهين أولهما تكثيف المتابعة والمراقبة لإحباط أي عمليات إرهابية محتملة في طور الإعداد والتخطيط واستباق تنفيذها ودحرها في مهدها.. وتزامن ذلك مع العمل في اتجاه النصح والإصلاح لمن تم التغرير بهم من معتنقي الفكر الضال لإقناعهم وإعادتهم إلى جادة الصواب. معهد كارينجي للسلام الدولي وصف هذا الأسلوب الأمثل في مقاومة الإرهاب ب«الإستراتيجية السعودية الناعمة» لمكافحة التطرف والإرهاب.. ذلك عندما أكد المعهد على أن نجاح المملكة العربية السعودية في استخدام «إجراءات غير تقليدية ومبسطة» في مكافحة «التطرف العنيف» بدأت تؤتي نتائج إيجابية حدت بآخرين في المنطقة، منهم الولاياتالمتحدة في العراق، إلى تبني نهج مماثل. وقال المعهد «إن فهم نجاحات الاستراتيجية السعودية التي تنطوي على برامج الوقاية والتأهيل والرعاية اللاحقة مهم في المعركة ضد التطرف والإرهاب». التجربة السعودية وذكر المعهد، وهو مؤسسة وقفية تعنى بالدراسات والأبحاث لتعزيز السلام العالمي، في ورقة أعدها الباحث في برنامج الشرق الأوسط التابع للمعهد كريستوفر بوسيك أن الاستراتيجية السعودية لمكافحة التطرف والإرهاب أدت إلى نتائج مبشرة جدا. وهي تستحق وقفة أكبر لتقويمها، خصوصا في وقت تسعى الدول الأخرى التي تكافح التطرف والتي تراقب ما أنجزته المملكة في هذا الجانب المهم لتعلم دروس يسعها تطبيقها في بلدانها». وأشار بوسيك إلى أن برامج أمنية مماثلة للبرنامج السعودي للجم الإرهاب والتطرف بدأت تظهر في أرجاء الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا. ولاحظ أن الدول التي قررت الاقتداء بالنموذج السعودي «لا بد أن تكون أرست ذلك على الاقتناع بأن إلحاق الهزيمة بالتطرف والإرهاب لن يتأتى من خلال الإجراءات الأمنية القاسية وحدها.. وذلك بحد ذاته إنجاز كبير». وأضاف الباحث الأمريكي، وهو محاضر في السياسات في معهد وودرو ويلسون ومشرف على رسائل الدكتوراه في جامعة برنستاون وأستاذ مساعد في المعهد الملكي للخدمات المتحدة للدراسات الأمنية والدفاعية في لندن، أن المملكة حققت ما وصلت إليه من خلال تركيزها على برامج لتوعية مواطنيها بالتطرف والإرهاب، وتأهيل المتطرفين حتى تتسنى لهم العودة للاندماج في المجتمع، ومتابعة رعايتهم من خلال مبادرات تقوم بها وزارة الداخلية السعودية. وقال بوسيك في ورقته إن نحو 3 آلاف موقوف شاركوا في البرنامج السعودي لإعادة التأهيل، مضيفا إن نسبة نجاح إعادة التأهيل راوحت بين 80 90 في المائة، وهي نسبة كبيرة ومدهشة. واستمرت النجاحات السعودية في مكافحة الإرهاب ووأده.. وحقق الأمير نايف هدفه بإعادة الطمأنينة إلى الشارع السعودي في كافة المناطق والمحافظات.. بعد أن طالت الضربات وعمليات الملاحقة الدقيقة جميع قيادات الفكر الإرهابي وخلاياه النائمة أو المستيقظة على حد سواء.. ووجهت قوات الأمن ضربات استباقية قوية وصاعقة للتنظيمات الإرهابية ومن يمولها أو يساهم في دعمها. ولم يقتصر الأمر على تلك النجاحات فقط.. بل إن الأمير نايف عمل في اتجاه آخر بالغ الأهمية وهو الاتجاه إلى ضرورة محاكمة المتورطين في قضايا إرهابية وذلك بإحالتهم إلى المحاكم والقضاء الشرعي لينالوا عقابهم الرادع.. ومن الواضح هنا أن الأهداف سامية في مضمونها وهي مجازاة من تسبب في التدمير والخراب وقتل النفس بغير حق حسب الوجه الشرعي المستنبط من ديننا الإسلامي الحنيف وأخذ الحق من الظالم للمظلوم والمعتدى عليه.. بالإضافة إلى بث العبرة لكل من تسول له نفسه ارتكاب مثل تلك الأعمال الشائنة بأن ما ينتظره ليس إلا القتل على يد قوات الأمن إذا ما بادر بارتكاب أي عمل إرهابي أو المثول أمام القضاء إذا تم القبض عليه خاصة أن رجال الأمن يعملون جاهدين للقبض على المتورطين بشتى السبل عوضا عن قتلهم رغم أن الإرهابيين دأبوا على المبادرة بإطلاق النيران باتجاه رجال الأمن.. وفي هذا الخصوص نقلت معلومات صحفية عن الأمير نايف تأكيده على رغبة وزارة الداخلية في تسريع محاكمة المتورطين في قضايا إرهابية وأمنية.. كما أكد نايف على أننا مجتمع لا يخلو من أخطاء وتقصير وأن هذه طبيعة البشر.. ومع ذلك يجب أن نصارح أنفسنا ونصحح تلك الأخطاء ونعالجها بالصدق والإخلاص وليس بالتشهير والشماتة، ويأتي هذا الحديث الشفاف نموذجا لنهج نايف الملموس في كافة مجالات الحياة. «إن الأمن الفكري مطلب أساسي لحماية مقدرات ومكتسبات الوطن». الأمن الشامل هكذا عبر نايف عن موضوع مهم جدا يندرج تحت مظلة الأمن الشاملة وهو موضوع الأمن الفكري.. وكثيرا ما شرح ذلك بقوله: هناك دور مهم ينبغي أن تقوم به المؤسسات التربوية والتعليمية في وضع الاستراتيجية الفكرية الواضحة المعالم التي تنبع من العقيدة والتراث. إن هذه الكلمات للأمير نايف تنطلق من وعيه التام بأن معظم العمليات الإرهابية التي وقعت في المملكة كان منطلقها من فكر غير أمين في شكله وصورته وقاعدته.. بل أكثر من ذلك أنه كان فكرا مشوها غير صحيح وغير واضح المعالم تم بثه في عقول الشباب الذين اقتنعوا بهذا الفكر المتناقض في كل اتجاهاته الفلسفية والتخيلية. ودون وعي من البعض منهم.. وبقناعة تامة من البعض الآخر.. اعتنقت تلك الفئات هذا الفكر الضال والمشوه والهدام الأمر الذي أدى في النهاية إلى ما حدث من أعمال إرهابية استهدفت أبرياء من المواطنين وأولي الذمة كما استهدفت بعض المنشآت ومكتسبات البلاد. ومن هذا المنطلق.. ركز نايف كثيرا على أهمية الأمن الفكري.. وأكد في مناسبات عدة على ضرورة اضطلاع المختصين كل في مجاله بمسؤولياته تجاه تصحيح مسارات الفكر وحماية الشباب من تأثيرات الأفكار المنحرفة بوضع استراتيجيات فكرية سليمة تنطلق في قاعدتها من تعاليم الإسلام وتنتهج مبدأ الوسطية بمنأى عن التطرف والغلو و تكفل الرؤية الصحيحة والشاملة لتأسيس فكر مستنير قادر على الإبداع والإنجاز في ظل العقيدة الإسلامية السمحة يكون متناغما مع كل ما تحقق من إنجازات وتطور وتقدم. ومن جهة أخرى.. استمر نايف في السعي لتحقيق هدف مهم آخر يكمن في تنوير المجتمع وتحليل الفكر الإرهابي وتعاون رجال الأمن والمواطنين والمقيمين للقضاء على هذا الفكر من جذوره مع الإيمان بأن الساكت عن تلك الأفعال كالداعي إليها.. خاصة ما يتعلق بالإرهاب الإلكتروني عبر عدد من مواقع الشبكة العنكبوتية التي تبث الأفكار المنحرفة إذ تنبهت وزارة الداخلية لذلك الدور الخطير الذي تلعبه تلك المنتديات أو المدونات الالكترونية. كل ذلك يعني أن نايف قاد بنجاح فائق عملية ضخمة لمكافحة الإرهاب.. اعتمدت على استخدام كافة الأدوات اللازمة لدحر الفكر المنحرف والعمليات الإرهابية ومن يقوم بها.. وبطبيعة الحال.. لم يكن موضوع الضرب بيد من حديد على مرتكبي تلك الأعمال هو الهاجس الوحيد لدى الأمير نايف.. بل استمر العمل على أكثر من جبهة منها على سبيل المثال تصحيح الفكر المجتمعي.. والنصح والتوجيه لمن تم التغرير بهم لإعادتهم إلى جادة الصواب.. والعمل على تنفيذ استراتيجيات تربوية وتعليمية تضمن سلامة فكر الأجيال القادمة حتى لا يتمكن أحد من التأثير على أفكارهم واستثمار جهلهم لخدمة مآرب خاصة أو عامة تهدف إلى زعزعة أمن المملكة واستقرارها. النهج الأنموذج ومن هذا المنطلق جاءت شهادة الجنرال ديفيد بترايوس قائد القيادة الوسطى الأمريكية حين استشهد بالنموذج السعودي الفريد في محاربة الإرهاب والقائم على حلول مرادفة للمقاومة العسكرية وفي طليعتها برامج إعادة التأهيل حيث قال في جلسات حوار أقيمت في البحرين «المملكة العربية السعودية نجحت في كبح جماح القاعدة والمجموعات المرتبطة به ويجب التخلص من فكرة الاعتماد على الجانب العسكري وحده فهناك أهمية لإعادة تأهيل المتورطين»، في إشارة للنهج السعودي. أما الفريق أسعد عبدالكريم مدير الأمن العام الأسبق فقد أكد على جدوى برامج المناصحة المتزامنة مع خطط تجفيف منابع الإرهاب ومطاردة فلول الإرهابيين، قائلا: الأمير نايف أولى هذا الملف جل الاهتمام واستطاع تحقيق الهدف من أقصر الطرق في أعقاب وضع خطط دقيقة أدت إلى نتائج مبهرة فتعامل وزارة الداخلية مع تلك الفئة يأخذ أبعادا إنسانية وأمنية واجتماعية وبهذا استطاعت المملكة العربية السعودية تقديم نموذج يحتذى في محاربة الإرهاب والإرهابيين. اللواء النبوي إسماعيل وزير الداخلية المصري الأسبق أبدى إعجابه في هذا السياق بالنجاحات التي حققتها الأجهزة الأمنية في المملكة في توجيه ضربات استباقية لعناصر الإرهاب وأصحاب الفكر الضال. وقال إنه تم إجهاض الإرهاب في المملكة بفعل الأداء الأمني وبفعل توجيهات الأمير نايف التي اعتمدت استراتيجية شاملة للمواجهة ارتكزت على دور كبير للعلماء في توضيح موقف الإسلام من الإرهاب ودور إعلامي كبير في توعية الشباب واحتضان العائدين من الشباب وفتح باب التوبة لهم. وأضاف النبوي اسماعيل: إن تجربة المملكة الناجحة في مكافحة الإرهاب يجب أن تأخذ بها دول أخرى لأنه لم يكن هناك مبرر واحد للعنف في هذه البلاد وأفضل ما في هذه المواجهة أنها قطعت الطريق أمام أي تأثير للقاعدة على الشباب بل تراجع هذا التأثير أمام المنظومة الكلية التي واجهت بها المملكة الفكر المنحرف. اللواء فؤاد علام نائب رئيس مباحث أمن الدولة المصري السابق قال أيضا حول نجاح المملكة في مكافحة الإرهاب: لا ننسى أن المملكة تعرضت إلى اخطر هجمة إرهابية كان من الممكن أن تعصف بأمن وأمان البلاد ولكن لحنكته الأمنية العالية استطاع الأمير نايف إن يجنب المملكة في وقت قصير ويلات الإرهاب خاصة ان الإرهاب لا وطن ولا دين له. إن نظرية الأمير نايف يجب أن تدرس في المعاهد الأمنية على مستوى العالم لأنها أثمرت عن إحدى التجارب الأمنية الفريدة للقضاء على الإرهاب واقتلاعه من جذوره حيث استحدث نظرية العصا والجزرة والضرب بيد من حديد بالإضافة إلى إعلان العفو عن كل من يعود منهم إلى جادة الصواب وكذلك إجراء حوارات مع الجماعات المتطرفة لتفرز في نهايتها نتائج هامة منها تجفيف منابع الإرهاب واكتشاف الخلايا غير المرصودة أمنيا وهى أخطر من أسماء الإرهابيين المعلومة لدى الأجهزة الأمنية فضلا عن الوصول في نهاية الحوار إلى إقناع أعداد كبيرة من المنتمين لفكر الجماعات المتطرفة بالبعد عن الإرهاب وعدم التسويق له بين شباب المسلمين والوصول إلى صيغ توافقية تصالحية بين الأجهزة الأمنية والعائدين منهم عن أفكارهم المنحرفة التي تدعو إلى العنف. ومن خلال متابعتي لمواقف سموه والكلام للواء فؤاد علام.. كنت أجده يحرص دائما في الكثير من المحافل على توضيح أن خطر الإرهاب ما زال يهدد أمننا ويروع مواطنينا بوحشيته المتناهية وأساليب مرتكبيه، مشيرا إلى ذلك الغطاء الذي يتستر على مرتكبيه ويزين لهم أفعالهم من دعاة مغرضين وإعلام مضلل ووسائل اتصال مشبوهة.. كما كان سموه يطالب دائما باتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة وبذل كل الجهود الممكنة لضرب أوكار الإرهاب وبؤره والقضاء عليها في مهدها.