مع التغيرات العديدة في الغذاء والعادات المختلفة لأفراد المجتمع السعودي نتج عنه العديد من المشاكل الصحية وتأتي الأمراض غير المعدية مثل السمنة وامراض القلب وداء السكري والسرطان من اهم هذه الامراض واخطرها على الفرد والمجتمع بأسره. وقد اوضحت الدراسات الميدانية والتقصي الذي اجري على المستوى المحلي ومن خلال الحالات المرضية التي ترد الى المستشفيات ان اغلب حالات السرطان هي سرطان الغدد اللمفاوية ويأتي بعده سرطان الجهاز الهضمي وبعدها يأتي سرطان الثدي عند النساء وللأسف الشديد ان عدد الحالات السرطانية المختلفة في ازدياد سريع يوما بعد يوم. ان علاج السرطان او الحماية منه تتطلب العديد من الجهود من قبل الأشخاص انفسهم ومن قبل جهات التوعية المختلفة وكذلك لا ننسى دور وزارة الصحة في مكافحة هذا المرض الخبيث. اولاً: دور المستهلك: مما لاشك فيه ان هناك ارتباطا كبيرا جداً بين حدوث العديد من أنواع السرطانات وبين ما يتناول الشخص وما يشرب وماذا يتنفس فالغذاء الجيد الخالي من المواد الكيميائية والطبيعي سوف يحد من حدوث أي مشاكل على الخلية وبالتالي يحد من حدوث نمو غريب او تكاثر غريب لا قدر الله فسلامة وخلو غذائنا من الملوثات الكيميائية أمر مطلوب للحد من أي مشاكل كما أن سلامة مصادر المياه أمر مطلوب والجو الذي نعيش فيه وخلوه من التلوث وبذلك فإن وجود بعض الأشجار والتي تلعب دوراً كبيراً في تنقية الجو امر مطلوب للحصول على مناخ مناسب للحد من أي مشاكل. ثانياً: ان عملية علاج الامراض يكون لها نجاح كبير في حالة اكتشاف المرض في وقت مبكر حيث تشير الابحاث الى ان اكثر من 30٪ من المرضى لا يمكن تقديم العلاج الملائم لهم بسبب تقدم الحالة المرضية نظراً للتأخير في التشخيص.. ومن الأمثلة على ذلك سرطان «الثدي» والذي يأتي في مقدمة قائمة السرطانات التي تصيب المرأة في السعودية وان أي تأخير في اكتشافه سوف يكون له تأثير سلبي لذلك فإنه يجب على كل امرأة فوق 35 سنة ان تقوم بإجراء الفحص والتشخيص للحد من اي مشاكل لا قدر الله لأن اكتشافه في وقت مبكر له دور كبير في علاجه والحد من مضاعفاته. ثالثاً: رغم ما تقوم به «وزارة الصحة» من برامج عديدة يأتي في مقدمتها البرنامج الوطني لمكافحة الأمراض غير المعدية والتي من ضمنها الوقاية من السرطان الا انه لا يزال يحتاج الى تطوير هذه البرامج وتفعيلها داخل المجتمع فالوزارة تلعب دورا كبيرا في حماية ووقاية افراد هذا المجتمع - بعد الله سبحانه وتعالى - وجهودها واضحة الا انه يجب زيادة الجهد في هذا المضمار ودفع وسائل التوعية والارشاد ومخاطبة جميع افراد المجتمع في المدارس وفي المنازل وفي الشوارع وتوضيح اهمية المحافظة على سلامتهم من هذا المرض الخبيث والعمل على ايجاد طرق تشخيصية سهلة للجميع وكذلك تعريف المجتمع بعوامل الخطورة والمسببات، مثل التوضيح والتوعية بأهمية الغذاء ا لسليم والابتعاد عن العادات الغذائية السيئة التي قد تساهم على حدوث السرطان ونمو الأنسجة والخلايا السرطانية وعموماً ما تزال الحاجة ماسة لزيادة دفع مستوى التوعية وذلك عن طريق تعاون الجهات المختلفة في المساهمة في توضيح المشاكل السرطانية التي تنتج من التدخين ومن قلة التمارين الرياضية وغيرها من الأمور التي يمكن توضيحها ومتابعتها وتوفير الخدمة لها. اخيراً يجب أن نعلم جميعاً ان هناك العديد من العوامل التي ترتبط بحدوث مرض السرطان تحتاج الى الابتعاد عنها والحد من اسباب تقوية هذه العوامل والموضوع الرئيسي لهذا اليوم يناقش أهم أسباب حدوث السرطان وكيفية الحد منه.