ممارسات العمل التطوعي لدى جيل الشباب اليوم تفوق في تنوعها واتساعها اعمال التطوع في السابق، والجميل انها تداخلت مع كل الطبقات الاجتماعية ولم تعد مقصورة على شريحة الاغنياء فقط.. ولم تعد مرتبطة بالبعد المالي فقط بل اخذت اشكالا مختلفة وتنوّعت بحيث شملت ممارسات متنوعة مثل مساعدة المصلين المسنين والمحتاجين في الحرمين الشريفين.. ايضا شملت اعمال التطوع مساعدة الاسر المحتاجة بايصال التموينات لها والمساعدة بتنظيم المرور في حال انقطاع الكهرباء عن اشارات المرور ايضا تنظيف المساجد بالاضافة لافطار الصائمين في الطرقات.. وشاركت الفتيات بأعمال تطوعية مناسبة لهن مثل توفير حقيبة تحتوي الاحتياجات اليومية مثل فرشاة ومعجون وادوات النظافة عموما وتم توزيعها على العمال في مدينة الرياض وكذلك توزيع بطاقات شحن للعمال في صباح العيد ليتسنى لهم التواصل مع اسرهم وتهنئتهم.. تنوعت الاعمال التطوعية بين جوانبها المادية والمعنوية وشملت غير المواطنين وايضا غير المسلمين.. وذلك الشمول والتنوع يحسب لصالح هؤلاء الشباب والفتيات.. في المقابل نلاحظ ان مشروع تنظيم العمل التطوعي للاسف لم يتم اعتماده من الجهات المختصة رغم اهميته ورغم حاجتنا المجتمعية له وبإلحاح خاصة مع وجود الرغبة ويقابلها ارتفاع في الاحتياج. ولعل تكريس منظومة العمل التطوعي يبتدئ بقوة في المدارس وبشكل يشارك في بناء شخصية المواطن الايجابية الشخصية القادرة على القبول والرفض والعمل وفق المصلحة العامة وليس المدير يريد ذلك.. نحتاج لتنظيم العمل التطوعي بحيث لا نجد انفلاتا في الممارسة او نجد تحجيما غير موضوعي له وبالتالي يضعف دور المواطن المقتدر والمثقف والواعي والشاب وينحصر التطوع فقط في الشخصيات الاعتبارية او محاولات الشباب التي تحتاج لدعم بتنظيم ومؤسسات متنوعة تحتوي كل اشكال التطوع، وكما قلت يكون التطوع جزءا من صناعة شخصية المواطن الايجابية فإنه ممارسة واعية للمشاركة في الحراك التنموي وسد فجوات الخلل او النقص في العمل الحكومي.. خاصة ونحن نعلم يقينا ان جهود الاجهزة الحكومية مهما بلغت تحتاج لمساندة من اذرع اخرى منها العمل التطوعي.. مثلا حملات التوعية والتثقيف لمخاطر السرعة والتفحيط يمكن ان تحقق اهدافا اكبر لو جاءت من قبل شباب متطوع وبلغة واساليب يفهمها الشباب. ولان متابعة حراك شبابنا التطوعية تبشر بالكثير من الخير والتفاؤل فإننا نرجو من الجهات المسؤولة السرعة في تنظيم العمل التطوعي ودعمه بالتشريعات التي تكفل مد هؤلاء الشباب بالتمويل والعنصر البشري والخبرات لتكون برامجهم ذات عمق ومتفقة مع المصلحة العامة ولا تخضع لرؤية فئوية او طائفية قد تسبب الفتنة او تحقق مكاسب شخصية.. تتوع مشاركات الشباب والفتيات في العمل التطوعي تزايدت في شهر الخير وفي صباحات العيد وجاءت جميلة وعفوية كجمال روحهم ونقائها مما يفرض على المؤسسة الرسمية اللحاق بهؤلاء الشباب قبل ان يسبقوهم وحينها ربما تكون المسافة طالت اكثر من قدرة المؤسسة الرسمية. ولعل الكرة في ملعب وزارة الشؤون الاجتماعية في وضع نظام العمل التطوعي وتشريعه رسميا كما نتوقع من الرئاسة العامة لرعاية الشباب دورا في احتواء هؤلاء الشباب واستثمار حماسهم ورغبتهم في العمل الخيري لخدمة المحتاج اينما كان ومن كان..