قال تقرير مصرفي متخصص ان قطاع البنوك في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا «مينا» شهد انتعاشا كبيرا خلال العامين الماضيين واعتبرت ان مخاطر التراجع في نشاطات هذه البنوك محدودة بالمقارنة مع نظيراتها من البنوك العالمية. وقال التقرير إن اهم ما تتميز به المنطقة هو الدعم المالي الكبير الذي تقدمه حكومات دول المنطقة، والانفاق العام المرتفع، وتدني درجة التكامل بين هذه البنوك مع الاسواق المالية العالمية، واخيرا ضآلة انكشاف هذه البنوك على المخاطر المتعلقة بأزمات الديون السيادية. وأشار الى انه نظرا للسياسات المتحفظة حيال المخاطر والتي تتبناها بنوك المنطقة، فإن الاصول الاجنبية لهذه البنوك تتكون بصورة رئيسية من الودائع، وان 85 ٪منها مقوم بالدولار، فيما يتوزع الباقي على العملات العالمية القوية الاخرى. وترى شركة فروست اند سوليفان ان المعدل المتوسط لرأس المال لدى بنوك منطقة مينا قدر بحوالي 15٪، في حين بلغ المؤشر الوسيط لكفاءة رأس المال 18 ٪خلال عام 2011. وتتوقع الشركة ان تتمتع المؤشرات بمقومات قوية تعزز مركز هذه البنوك وتضمن لها مكانة مرموقة تستطيع من خلالها التعامل بسهولة مع المتطلبات المتشددة لاتفاقية بازل الثالثة، والمتوقع ان يبدأ تطبيقها بالكامل بحلول عام 2019. وقالت إن بنوك الشرق الاوسط سجلت هوامش عالية للربحية الصافية بلغت 42.3 ٪و %41.9 خلال عامي 2010 و 2011 على التوالي، وبالمقابل سجلت البنوك في شمال افريقيا هوامش ربحية صافية بلغت في المتوسط %30.2 و 31.1 في عامي 2010 و 2011 على التوالي . وتتوقع شركة فروست آند سوليفان ان تحافظ معدلات الربحية على مستوياتها خلال عام 2012. اما مؤشرات الربحية الاخرى مثل العائد على الاصول والعائد على حقوق الملكية فقد بلغا 1.6 ٪و 12.5 ٪على التوالي في عام 2011 . وبينت ان نمو الاصول بلغ متوسطا قدره 5.4 ٪في عام 2011 و 6.5 كما في يونيو 2012 بالنسبة لنحو 81 مصرفا في الشرق الاوسط. اما نمو الاصول الاجمالية فقد سجل معدلا سنويا مركبا بلغ 20.4 ٪خلال الفترة بين عامي 2003 و 2008، ومن المتوقع يبلغ معدل هذا النمو السنوي المركب 7.5 ٪خلال الفترة بين عامي 2008 و 2014. وتتمتع بنوك منطقة مينا بمستوى منخفض من الديون المتعثرة مقارنة مع ما هي عليه لدى البنوك العالمية ، وقد بلغت هذه النسبة دون 4 ٪في عام 2011، الامر الذي يدلل على نوعية الاصول القوية لدى البنوك. وبالاضافة الى ذلك فإن هذه البنوك تتمتع بأنها عملت على وضع مخصصات عالية لمواجهة الخسائر التي قد تنجم عن الاقراض. وقد بلغت نسبة المخصصات المقررة لمواجهة الديون المتعثرة ما نسبته 70 ٪من اجمالي الديون المتعثرة في الشرق الاوسط، ونسبة 93.5 ٪من الديون المتعثرة للبنوك في شمال افريقيا . وقالت الشركة ان المخصصات العالية لمواجهة خسائر الاقراض مصحوبة مع تدني مستوى الديون المتعثرة تعتبر من الدلائل القوية على ادارة حازمة لمواجهة المخاطر تتبناها البنوك في منطقة مينا. كما ان مؤشر الديون مقابل الودائع لدى بنوك منطقة مينا يعتبر منخفضا ويبلغ نحو %34.5 مقارنة مع مؤشر يتراوح مابين 85٪و80٪ بالنسبة للبنوك الاوروبية والامريكية، ما يضمن لها قدرة اضافية هائلة على الاقراض بالاضافة الى مركز سيولة رصيد. وتوصي فروست اند سوليفان انه في حين يمكن تحسين هذا المؤشر، الا انه يجب توخي الحيطة والحذر من مغبة التمادي في الاقراض المفرط لان في مثل هذا الامر زيادة في تعريض البنوك الى المخاطر، واضعاف الوضع الخاص بالسيولة لديها. ولفتت بأن قطاع البنوك في منطقة مينا يستفيد من مجالات عديدة منها هوامش الربحية العالية، ومؤشرات عالية لكفاءة رأس المال، وبدعم حكومي قوي ، وانكشاف متدن على الاقراض العالمي، وسهولة الوصول الى الاموال الرخيصة التي تسجل معدلات تكلفة رخيصة للغاية ومراكز سيولة اقوى فضلا عن منتجات محلية ذات ديون منخفضة. وخلصت الى انه مع استمرار قوة المقومات الاقتصادية في دول الشرق الاوسط ولاسيما في الاقتصادات الرئيسية للدول النفطية ، فإن الفوائض المالية ستستمر في التدفق في ظل الاسعار المرتفعة، الامر الذي يمكن معه القول ان بنوك منطقة مينا ستكون بمثابة اداة للتحوط وسياج واق للنظام المصرفي العالمي من المخاطر.