في العام الماضي صدر الأمر الملكي الكريم الخاص بإعانة الباحثين عن عمل، وأطلقت وزارة العمل برنامج حافز الذي انطلق مع بداية هذا العام (1433ه)، واستبشر أبناء الوطن بانطلاقته، وغمر الفرح قلوب المواطنين الذين شملهم هذا البرنامج، واستفادت منه أسر محتاجة لمثل هذه الإعانة!! ولا أحد ينكر ما بذلته وزارة العمل مشكورة في هذا الشأن بمشاركة عدد من الجهات المعنية في كيفية صرفه، وإعطائه الصبغة التنظيمية التي تكفل إيصال هذه الإعانة لمستحقيها، وإحالة هذه الإعانة في حساباتهم شهرياً. ولكن هناك مشكلات وهموم صاحبت هذه الإعانة، وهي الخصميات المتكررة بمبرر، وبغير مبرر!! وذلك عندما لا يدخل المشمول بهذه الاعانة خلال أسبوع لموقع حافز!! وبما أن الدولة وفقها الله ممثلة في خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - قد أسدت مثل هذه الاعانة لمن يبحثون عن عمل من أبناء هذا الشعب الوفي، فلماذا هذه الحسميات المتكررة وغير المبررة؟ فهناك الكثيرون الذين تأثروا بمثل هذه الخصميات التي لا أرى من وجهة نظري لها أي مبرر، اللهم إلا تضييق الواسع، فكل شهر نجد هؤلاء يشكون همومهم، ويبثون شكاواهم، فمنهم من خصم من إعانته مائتا ريال، ومنهم أربعمائة ريال، ومنهم ستمائة ريال، ومنهم ثمانمائة ريال!! ومنهم أقل من ذلك، وبعضهم أكثر!! والشيء الذي قد يغيب عن المسؤولين عن هذا البرنامج أن هذه الإعانة قد لا تفي بمتطلبات بعض الأسر الأساسية، فلا يوجد في مخططها تأمين كمبيوتر كي يتابعون هذا البرنامج!! بالاضافة إلى ان موقع برنامج حافز لمن عندهم حواسب آلية - حسب ما يرويه - كثير من المستفيدين عرضة للتعليق، ومن كثرة مرتاديه يحصل ضغط شديد على الموقع فلا يستجيب لدخولهم!! إن خصميات غير مبررة على هؤلاء المستفيدين بصفة شهرية ما هي إلا لوي لذراع هذه الفئة من المواطنين، وظلم واضح لا يقره نظام ولا عقل!! فما أن يتم حسم مبلغ على الشخص المستفيد أول شهر تندرج هذه الخصميات تباعاً منسحبة على الأشهر الأخرى!! بل ان هناك من يتذمرون من هذه الخصميات التي اقتطعت من إعاناتهم دون وجه حق، علماً بأنهم مواظبون على دخولهم لموقع برنامج حافز الالكتروني!! ثم إن هذه المبالغ التي تحسم دون مبرر لم توضح الوزارة كيفية إرجاعها لأصحابها!! ولكنها قالت من تظلم فاليرفع به!! لقد خصصت الوزارة فترة أسبوع لدخول كل مستفيد لموقع برنامج حافز الالكتروني، فلماذا لا يكون الدخول كل شهر على الأقل كي يتمكن المستفيدون من الدخول خلال هذه الفترة للموقع المشار إليه بيسر وسهولة؟ وفي نفس الوقت تعرض الوزارة الامكانيات المتاحة والوظائف الشاغرة على هؤلاء، ومدى مناسبتها لهم، ومن لم يستجب لهذا العرض كمتهاون، أو كسول، أو غير جاد، فلتطبق الوزارة بحقه الأنظمة!! إن مجتمعاً كمجتمعنا له خصوصيته، وعاداته، وتقاليده، في الوظيفة ونوعها، كون هذا المجتمع محافظاً، فما ينطبق على الرجال قد لا ينطبق على النساء، ولذلك قد تتضاءل الفرص أمام العديد من أبناء هذا الوطن إذا ما أخذنا في الاعتبار بأن النساء المستفيدات - حسب الاحصائية - من هذا البرنامج يفوق عددهن عدد الرجال بكثير!! وإذا كان حافز يمثل هماً كبيراً يؤرق أعين شريحة كبيرة من أبناء هذا الوطن ممن يبحثون عن عمل، فإن السؤال الأكبر والأعمق من ذلك، هو: ماذا بعد حافز؟ هل يا ترى ستنتهي معاناتهم في تأمين وظائف لهم تنتهي بها همومهم؟ أم سيمدد هذا البرنامج لفترة أو فترات معينة مقبلة حتى يتم إحداث وظائف؟ وما حافز إلا حل مؤقت، لا بد له من حل!! دمتم بخير أعزائي وألقاكم بحفظ الله ورعايته.