يكثر في شهر رمضان تعرض الأطفال لحروق في المطبخ . ويشكو كثير من الأطباء من كثرة هذه الحالات وعدم قدره المستشفى على استيعاب هذا العدد الذي يزيد في شهر رمضان مقارنه بالشهور الأخرى. وهذا الأمر يستدعي منا دراسة هذه الظاهرة ومحاولة معالجتها. الأطفال الذين يكثر إصابتهم بالحروق في المطبخ هم الذين يتراوح أعمارهم بين السنة والخمس سنوات ، لأنهم لا يدركون خطورة هذه المواد الحارقة وكما قيل لا يفرقون بين الجمرة والتمرة. فينبغي على الأمهات إبعاد المواد الحارقة عن متناول يد الأطفال ووضع حاجز يبعد الطفل عن موقد النار ومحاولة الشرح للطفل ان هذا المكان خطر وممنوع الاقتراب منه. لان اغلب الحروق التي تحدث للأطفال تكون بسبب انسكاب المواد السائلة الساخنة مثل القهوة والشاي والزيت وغيرها. وقد تسبب للطفل حروقا شديدة قد تكون من الدرجة الثانية أو الثالثة. ولعل الأفضل الحرص على عدم دخول الأطفال المطبخ بتاتاً ومحاولة إشغالهم بالألعاب في احدى الغرف وتجنيبهم اللعب في المطبخ . في شهر رمضان يطول مكوث الأمهات في المطبخ لإعداد الإفطار وينشغلن بهذا الإعداد عن أطفالهن وعن حمايتهم من الأخطار التي تحدث في المطبخ وهذا الانشغال غير مبرر لأنهن المسئولات عن حماية أطفالهن في المنزل . وكذلك الآباء عليهم الوزر الأكبر لأنهم يثقلون كاهل زوجاتهم بإعداد مائدة طويلة عريضة عليها كل ما لذ وطاب في وقت قصير، فإذا ما وجد هذا الزوج الوضع على ما لا يشتهي أرعد وأزبد وتوعد وهدد بالويل والثبور. ولا يقدم أي خدمة إلا في المساعدة على الأكل ومشاهدة التلفاز وهذا وضع سلبي من اغلب الأزواج. لذا ينبغي على الآباء القيام بواجبهم تجاه البيت وتقاسم الأدوار مع زوجاتهم والانتباه لأطفالهم. وكسر ثقافة العيب عند دخول المطبخ. فان هذا الأمر لا يعيب الرجل فان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصنع طعامه ويخيط ثوبه مع كثرة مشاغله واهتمامه بشؤون أمته. أخيرا، أتمنى أن تكثف برامج التوعية في برامج التلفاز أو في أي وسيلة أخرى، توعي الآباء والأمهات بمراقبة أبنائهم وحثهم على إبعاد الأطفال عن دخول المطبخ. وأيضا على كيفية إسعاف الأطفال إذا تعرضوا لهذه الحروق لان اغلب الأمهات لا يعرفن كيف يسعفن هذه الحالات وبعضهن بدل أن تخفف آثار هذه الحروق تزيدها ألما أو تضع عليها مادة قد تضاعف وتؤخر برأها.