كلنا نعرف ما هو الخصم, عدوّك هو خصمك ومنافسك هو خصمك ومن أعلن التحدي في وجهك فهو خصمك ومن لعب ضدك فهو خصمك وغيرهم لا تتقبلهم المساحة لكثرتهم ومع أنني أود طرحهم لكم, يبدو أن أصحاب الأقلام والإلقاء غفلوا عن مثل هذه المواضيع المهمة وها أنا أطرحها لكي تتضح لديكم بعد ظلام دام إلى مدة يعلمها الله, بصراحة ظلّ هذا الموضوع حبيسًا داخل رأسي وعلى بالي يدور لمدة أيام وها أنا الآن أطرحه ورزقي على الله. ليست المشكلة في الخصم ولكن المشكلة في كيفية تعاملنا مع الخصم, يجب أن نتحلى بالصبر والحلم ونتوكل على الله ونتقبل كل ما كتبه الله لنا وعلينا, إذا كان الخصم لم يؤذك أنت شخصيًا فلا تتهور عليه ضربًا بمعنى: إذا كان الخصم يلعب معك مباراة أي كانت اللعبة فلا داعي بأن تخرج عن إطار الأخلاق لكي تفوز وتقول ساخرًا: هذا خصمي! إذا كان الخصم يريد من حسناتك وهو يشتمك ويغتابك ويرتكب الحرام فهنا تحلى بالصبر ولا ترد عليه بالمثل كي تأخذ من حسناته وأنت تمنحه من سيئاتك. إذا كان الخصم يضربك فردّ عليه الضربة بضربتين ويأتي هذا على منوال الصاع بصاعين وقاعدة الدفاع عن النفس. إذا كان الخصم قد ظلمك فطالب بحقّك ولا تتهاون من أجل طول المدة فعند الله لا ولن تضيع حقوقك. إذا كان الخصم يشوّه صورتك وسمعتك أمام خلق الله فحاول أن تجعله يقف عند حدّه ولا تدعه يستمر ويواصل في هذا المسار لأن صورتك وسمعتك أمام الناس إذا شوّهت أصبحت نكرة! إذا كان الخصم محترما ويستحق المنافسة فلم لا تباريه ولا تدع هذا التحدي ينهي العلاقة بينكما فكم من الكثير قطعت علاقاتهم والسبب أمور تافهة لا تستحق الذكر حتى يؤخذ هذا الموضوع بجدية صارمة والمحترم يفرض احترامه. تعامل مع الخصم بطريقة لا تخسر فيها حسناتك ولا تُغضب الله ولا تنهي علاقتك مع خصمك ولا تعتدي على جسد الخصم أو على سمعته وصورته ما لم هو لم يعتد, كن على يقين بأن كل خصم يواجهك ستتعلم منه. بالنسبة للوقاية من الخصم فهي مطلب ضروري, وكما يقولون: الوقاية خير من العلاج فالوقاية من الخصم خير من ساعات الندم, لا تقبل المنافسة إلا مع شخص عاقل يريد كسب التحدي ولا يخسرك. أخيرًا وليس آخرًا, الخصم هو حبيبك .. كيف؟ في كل الحالات هو يحبك, ما اختارك إلا لأنك على قدر التحدي هذا خصم والخصم الآخر يهديك من حسناته فهو يحبك ولكن بطريقة مختلفة!