كنت اتحدث وإحدى القريبات عن بعض مراكز التسوق التموينية حينما بدأت تقارن بينها من ناحية الاسعار. وللأمانة لم نكن نحتاج التذكير بما آلت اليه ظاهرة الغلاء خاصة للفئات الفقيرة أو متوسطة الحال رغم ان الوضع اصبح ملموسا منذ بداية شهر رمضان. “ تجارنا الجشعون ألا يخافون الله فى هؤلاء الناس؟ كيف لا يفكرون بمحدودية مواردهم المالية ان كانوا مواطنين أو مقيمين ونحن فى شهر فضيل نذكر الله فيه كثيرا نرجو رحمته وثواب الاعمال الصالحة." “ تصورى ان يكون سعر الطماطم الواحدة بريالين أو كيلو البطاطس بعشرة ريالات لهؤلاء" قالت بانزعاج. وفكرت ان كان بعض الناس لا يملكون القدرة على شراء اللحوم والاسماك بشكل يومى لغلاء أثمانها فلماذا لم تترك لهم الخضروات على الاقل ليتمكنوا من شرائها؟. تحليل الوضع لم يكن سيوضح مدى الغلاء الذي تطاول لولا اننا جميعا فى بيوتنا لاحظنا كمية ما تم صرفه وقد تجاوز الميزانية المتوقعة بثلاثة اضعاف، صحيح اننا نستهلك منتجات لا تكون عادة مطلوبة فى الاشهر العادية غير ان حالة الغلاء بهذا الشكل لم تكن مبررة. وفى احدى المرات عندما لاحظنا خلو احد مراكز التسوق الشهيرة من المتسوقين فى اكثر من مناسبة توقعت ان يكون وعي الناس وحاجتهم لضبط مصروفاتهم المتضخمة وراء قرار خيار مكان آخر. اما الآن وقد جاء عيد الفطر ومضى ومازالت الناس فى محاولة البحث عن توازن خاص، وان مواسم الاجازات والعودة للمدارس تلاحق بعضها البعض هالنا بعض الارقام المنشورة ومدى التبذير الحاصل لفئات قد تتحمل تبعاتها فئات اكثر احتياجا. ويقول عنوان الخبر إن السعوديين انفقوا 13 مليار ريال فى اسبوع العيد. ووفقا ل "الاقتصادية" فقد قدر اقتصاديون إنفاق الاسر السعودية " القادرة بالطبع " بدأ من آخر ثلاثة ايام من شهر رمضان 90٪ منها انفقت على الكماليات. ويقول المستشار الاقتصادى فى معهد الامير نايف للبحوث والخدمات الاستشارية د. زيد الرماني بأن نحو 30٪ من راتب نهاية شهر رمضان ستكون موجهة لمصلحة شراء ملابس العيد وان نحو 25-30٪ منه ايضا تعود لمصلحة شراء الملابس الخاصة بالعودة للمدارس والادوات القرطاسية مفيدا بأن حجم الإنفاق المتوقع من الممكن ان يصل إلى نحو 13 مليارا فى حده الادنى، منها 4-8 مليارات لمصلحة تجهيزات العيد ونحو 3-5 مليارات لمصلحة تجهيزات العودة للمدارس. بالطبع كثير من قدرات الإنفاق تحددها الحاجة الفعلية والادخار او القروض مما يشكل اعباء اضافية على كاهل بعض الاسر محدودة الموارد وهكذا قد نجد، من ناحية رؤية شمولية اننا نسير فى دائرة ذات تأثير سلبى ليس على دخل الاسرة فقط وانما على الاقتصاد الوطنى ايضا. ووفقاً للخبراء والمنطق يجب علينا ان نتعلم اسلوب تنظيم مشترياتنا من وقت مبكر تكون فيها الأسعار معقولة وغير مبالغ فيها.