لديك راتبان لمقابلة ثلاثة بنود رئيسية، راتب شهري شعبان ورمضان إن كنت موظفاً حكوميا، وشهري آب وأيلول إن كنت تعمل في القطاع الخاص، والثلاثة بنود الرئيسية هي شهر رمضان، العيد، والعودة للمدرسة. حسناً إليك نصيحة أو نصائح إذا كنت مهموماً بهذا الهاجس، إبدأ بشراء مستلزمات الدراسة أولاً، إذهب إلى شارع العطايف في الرياض، واشتر أنت وأحد أقاربك وأصدقائك مستلزمات الدراسة ولا تسلمها للأولاد، ستوفر كثيراً في سعرها حيث الشراء بالجملة، وحيث الموسم نائم بالنسبة لهم، وحيث لم تأت أسعار السنة الجديدة، ولم تنشط المكتبات، ومحلات أبو ريالين. ثم إبدأ بمستلزمات العيد، إن استطعت، أو للتخطيط لها، أي بعبارة أخرى، اعكس ترتيب البنود الثلاثة أو المواسم، لتحقيق هدف بسيط وهو أنك ستكتشف أن الأصل أن لديك راتبين لموسمين، أما الثالث وهو شهر رمضان فهو موسم مختلق لا أساس اقتصادي أو غذائي أو ديني له، نجح تجار المواد الغذائية يسانده العرف المجتمعي المغلوط في تكريسه في وجدانك. في غير رمضان أنت تأكل ثلاث وجبات في اليوم، وفي رمضان وجبتين، فكيف يكون إنفاقك الغذائي عليه أعلى؟ ما كنت تأكله على العشاء قبل رمضان خصصه لوجبة الإفطار مضافاً إليه التمر والشوربة، وما كنت تتناوله على الغداء إجعله سحورك، وهو عند الكثيرين الكبسة السعودية، هذا ليس كلام نظري، هذا أسلوب معيشة يجب أن تتبعه لتخرج من الدوامة الاقتصادية التي وضعتك فيها ثقافة الاستهلاك. تأمل جيداً في أكوام البضائع التي بدأ التجار تكديسها أمامك، حاول فقط تحديد صنف مفيد صحياً منها إذا استثنيت أنواع الشوربة المفيدة، لأن منها أنواع ضارة صحياً، ستكتشف أنها خليط من المشروبات الملونة صناعياً المليئة بالسكر، أو معجنات من الدقيق الأبيض، أو حلويات أنت غالباً تأكلها طوال العام وجاء الوقت لترتاح منها قليلاً. يحب الناس الخروج للتسوق في رمضان، وسيصعب على كثيرين اقناع النساء والأطفال بالكلام أعلاه، لكن يمكن تغيير التكتيك وفقاً للخطة المذكورة، اخرج للتسوق لشراء مستلزمات الدراسة، وستكون فرصة لزيارة وسط المدينة واكتشاف متاجر ومحلات أسعارها معقولة، ثم اخرج لمستلزمات العيد، ولا تصدق من يقول أن بضائع القرطاسية والملابس لا تنزل للمحلات إلا قبل الموسم بعدة أيام فكبرى الشركات الموردة قد سلمت لتجار الجملة والتجزئة بضائعها. إن تصديق السياق العام، ثم العمل بموجبه، هو ما جلب «التوهان» الاقتصادي لكثير من محدودي ومتوسطي الدخل، وفي رمضان هناك «متاهات» كثيرة فُرضت على الشهر مؤخراً، أولها معيشي، وبقيتها كثير لعل الحديث يتصل عنها. [email protected]