يعرف التوت البري بعنب الأحراج لأنه ينمو عفوياً في الأحراج والأسباخ. وهو نبات عشبي صغير لا يزيد ارتفاعه على 40سم له أزهار بيضاء وثمار عنبية ذات ألوان زاهية حمراء عند نضجها. يعرف علمياً باسم Vaccinium macromcrpon من الفصيلة Ericaceae . ينمو النبات في الأحراج والأسباخ ولكن لعظم فائدته الغذائية فقد تمت زراعته على نطاق واسع في بلد المنشأ أمريكا الشمالية حيث يزرع في ماساشوستس ونيوجرسي وسكونسين وأوريغين وواشنطن ثمار التوت البري صلبة وذات لون أحمر ناصع والثمرات الناضجة الجيدة ترتد عندما تقذف بها كالكرة أما التي لا ترتد منها فهي بدون شك فاسدة. تحتوي ثمار التوت البري على حمض الكوينيك Quinic acid وكميات كبيرة من سكر الفراكتوز وفيتامين C والبايوفلافونيدات ويعد المركب Anthocyanin أهم مركبات هذه المجموعة وهو الذي يعزى إليه أغلب التأثيرات الدوائية. كما تحتوي الثمار على مضاد حيوي يرجع إليه عدم تكاثر البكتريا في المثانة أو المجارية البولية. كما تحتوي الثمار على حمض الإجيك الذي يلعب دوراً في كبح التلف الجيني الذي يبدأ عملية الإصابة بالسرطان. كما أن هناك مركباً مهماً يدعي كامفيرول يلعب دوراً في الوقاية من أمراض الشرايين. التوت البري يحتوي على مضاد حيوي الاستعمالات: كان التوت البري يستخدم على نطاق واسع في الماضي كأحد التوابل المميزة لتحضير الأطباق المقدمة في أعياد عيد الشكر الذي يعده الأمريكيون من أهم أعيادهم وكذلك في أعياد عيد الميلاد. حيث تستعمل الثمار الحمراء الجميلة في تحضير الكعكات الصغيرة المدورة وكذلك في المخبوزات الأخرى. يستعمل على مدار السنة على شكل عصير أو فواكه مجففة تستخدم كوجبة كاملة. كما تستعمل الثمار في صنع المربيات. يستعمل عصير التوت البري منذ فترة طويلة كعلاج منزلي لالتهابات المثانة والمجاري البولية ولمنع تكون الحصوات في المثانة والكليتين، ويعود هذا التأثير إلى حمض الكوينيك وهو يقوم بزيادة حمضية البول حيث يمنع تكون حصوات الكالسيوم ويمنع نمو أو تكاثر البكتريا حيث أن البكتريا لا تتكاثر في وسط حمضي. بما أن التوت البري يحتوي على مضاد حيوي فقد وجد أن هذا المضاد يجعل جدران المثانة بيئه غير صالحة لتكاثر البكتريا أو الكائنات الأخرى المسببة لالتهاب المجرى البولي مما يمنع البكتريا من تكوين مستعمرات لها ، حيث يتم إخراجها عبر البول ومن المدهش أن لعصير الثمار تأثير مماثل. تحتوي ثمار التوت البري على حمض الكوينيك ينصح العديد من إخصائي المجاري البولية وأمراض النساء مرضاهم الذين يعانون من التهابات مزمنة أو متكررة في المثانة بشرب كأسين من عصير ثمار التوت البري يومياً كإجراء وقائي. لقد وجد الباحثون الأروبيون إلى أن مادة الأنثوسيانين التي هي أحد مركبات مجموعة البايوفلافونيدات التي تحتويها الثمار أنها تقي من أمراض السرطان، ويقول الباحثون أنه تحُولْ دون حدوث أي تغيرات في الحمض النووي المادة الوراثية التي تعد بمثابة المرشد الذي يخبر الخلايا كيف تؤدي وظائفها على النحو الصحيح، أضف إلى ذلك أنه قد وجد أنه يقوض العوامل المسببة للسرطان ويمنع كذلك الأورام من النمو. كما وجد الباحثون أن حمض الأجيك وهو أحد المركبات المضادة للأكسدة التي يعقد عليها باحثوا السرطان آمالاً كبيرة. فقد أثبتت الدراسات المعملية أن حمض الإجيك له قدرة واضحة على مقاومة المواد المسرطنة قبل وبعد أن تفرض سطوتها داخل الجسم وإن بإمكان حمض الإجيك أن يمنع الضرر قبل وقوعه، أنه يكبح التلف الجيني كما يقول دكتور جاي دي ستوتر مدير برنامج الوقاية الكيميائية للسرطان في المركز الشامل للسرطان في جامعة ولاية أوهايو في كولومبس حتى بعد دخول المواد المسرطنة داخل الخلايا على حد قول دكتور ستوتر فإن حمض الأجيك يحول دون أن تصبح هذه الخلايا سرطانية. التوت البري يستخدم على نطاق واسع في الماضي كأحد التوابل المميزة إن حمض الأجيك النقي ذلك النوع الذي يستعمل في الدراسات المعملية لا يدخل مجرى الدم بشكل جيد لكن بحث دكتور ستوتر يوحي بأن هذا الحمض يتم امتصاصه بطريقة أفضل في حالته الطبيعية في عصير الثمار. القوة العظمى في البايوفلافونيدات وهي الأصباغ النباتية التي تصبغ الفواكه والخضروات باللون الأحمر والأصفر وتتمتع بنفس قدرات مضادات الأكسدة القوية إلا أنها تحول دون التلف الذي تتسبب فيه الجذور الحرة وهي جزئيات أكسجين ضارة يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالسرطان وأمراض القلب وحالات مرضية أخرى خطيرة. تحتوي ثمار التوت البري على البايوفلافونيدات وقد أثبتت الدراسات أن هذه المجموعة تلعب دوراً في الوقاية من أمراض الشرايين، ربما بسبب قدرتها التي تضاهي قدرات مضادات الأكسدة على منع التغيرات الجينية التي تؤدي إلى الإصابة بالسرطان. كما أظهرت الدراسات الضخمة التي أجريت في فلندا، وسويسرا وبريطانيا أن الأشخاص الذين يتناولون مقداراً قليلاً للغاية من الفلافونيدات يرتفع لديهم خطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي. وفي إحدى الدراسات التي أجريت على مجموعة من الرجال في خريف العمر في المدينة الهولندية "زوتفين" انخفض لدى هؤلاء ممن تناولوا الكثير من فاكهة التوت البري خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 73% أكثر من هؤلاء ممن تناولوا القليل من هذه الفاكهة. أما فيما يتعلق بالمسالك البولية فمنذ مئات السنين كانت الجدات والأمهات تنصحن بتناول عصير ثمار التوت البري لعلاج التهاب المسالك البولية. أما الآن فالعلماء هم من يؤكدون صحة هذه المعلومة. ففي دراسة أجريت عام 1994م في كلية طب هارفارد على مجموعة من السيدات كبار السن وجد انخفاض ملحوظ في نسبة البكتريا في البول لدى هؤلاء اللاتي شربن 10 أوقيات من عصير ثمار التوت البري يومياً لمدة ستة أشهر. كما انخفضت لديهن نسبة الإصابة بنسبة 60% مقارنة بالسيدات اللاتي لم يتناولن ثمار التوت البري. أما بالنسبة للسيدات اللاتي كن بالفعل مصابات بالعدوى البكتيرية أو الالتهاب فقد كان احتمال الشفاء من هذا المرض لدى من تناولن العصير أعلى بنسبة 75% ممن لم يتناولنه. نظراً لأن ثمار التوت البري حمضية فإنه من نفس هذا المنطلق كان الأطباء ينصحون من يعانون من التهابات المثانة أو أية التهابات في الجهاز البولي بتناول جرعات عالية من فيتامين C الذي هو أحد المركبات الرئيسية في ثمار التوت البري. وطبقاً لما يقول دكتور مارك مونين الأستاذ المساعد للطب في كلية طب هارفارد وأحد القائمين على الدراسة سالفة الذكر فإن حموضه ثمار التوت البري لم تكن هي المسئولة وحدها عن كبح البكتريا. فقد ظهر أن عصير التوت البري يحتوي على مركبين آخرين هما الفركتوز ( سكر الفواكه ) ومركب آخر يعتقد أنه مضاد حيوي يمتلكان القدرة على منع البكتريا من الالتصاق على جدران المثانة ومجرى البول. كما يقول الباحثون أن البايوفلافونيدات تمنع الإصابة بتصلب الشرايين وتمنع حدوث أمراض القلب والسكتات المخية. كما يقولون أنها تلعب دوراً في خفض نسبة الإصابة بسرطان الثدي وتؤخر السرطان من ظهوره وأيضاً تخفض عملية انتشار السرطان إلى الرئة والغدد اللمفاوية. هناك عدة مستحضرات للتوت البري مثل الأقراص والكبسولات والحبوب وتوجد شركات عالمية لتصنيع مثل هذه المستحضرات . كما توجد الثمار المجففة وكذلك مسحوق الثمار وهي تباع على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم. *هل هناك أعراض جانبية للتوت البري ومستحضراته؟ - ليس هناك أي أعراض جانبية لمستحضرات التوت البري وهي آمنة جداً. *هل تتعارض مستحضرات التوت البري مع مستحضرات عشبية أخرى أو مركبات كيميائية مشيدة؟ - تتعارض مستحضرات التوت البري مع فيتامين ب12 حيث تزيد من امتصاصه أكثر مما ينبغي ولذلك فإن الأشخاص الذين يتعاطون فيتامين ب12 كعلاج لا يصلح لهم استعمال مستحضرات التوت البري. *هل تتعارض مستحضرات التوت البري مع أي نوع من أنواع الطعام أم لا؟ لا تتعارض مستحضرات هذا العقار مع أي نوع من أنواع الطعام. *هل تتعارض مستحضرات التوت البري مع أي مرض من الأمراض ؟ - نعم تتعارض مع مرض السكر حيث أنها تحتوي على كمية من سكر الفواكه ولذلك ينصح مرضى السكر بعدم استخدام عصائر التوت البري أما مستحضراته التي على شكل كبسولات أو أقراص أو حبيبات فلا تتعارض مع مرض السكر.