بدأت أمس بالقاهرة أولى جلسات منتدى (المرأة العربية والعلوم والتكنولوجيا) ودارت حول العلوم والتكنولوجيا من أجل التنمية ودور المرأة العربية. وقد قدمت سمو الأميرة الدكتورة مشاعل بنت محمد بن سعود بن عبدالرحمن آل سعود رئيسة وفد المملكة العربية السعودية دراسة عن (دور المرأة السعودية في استخدام العلوم والتكنولوجيا في التنمية البيئية ). وأبرزت سموها من خلال العرض والتحليل دور المرأة السعودية في مجال الدراسات البيئية من أجل التنمية المستدامة التي ترتكز على كيفية مواجهة المخاطر والكوارث البيئية باستخدام وتطبيق الاساليب والتقنيات العالمية المعاصرة مدعمة دراستها بعرض نماذج بحثية تطبيقية حية في مجالات مختلفة للدراسات البيئية. كما أبرزت في الدراسة القضايا الكبرى التي تتعلق بالتنمية البيئية والتنمية البشرية على السواء متوجة دراستها بقطفات عن التقدم الحضاري الذي تشهده المملكة العربية السعودية في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله. وسجلت سموها اربعة محاور رئيسة للدراسة أولها يتناول ماهية العلوم والتكنولوجيا وواقعها في المملكة حيث يتناول مفاهيم وأسس العلوم والتكنولوجيا ومتطلبات التطوير التكنولوجي ومعوقاته وعيوبه مع توضيح الواقع والاتجاهات المستقبلية للبحث العلمي في المملكة والتركيز على التعريف بمهام وأدوار مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية باعتبارها قلعة علمية رائدة في المملكة. وأضافت ان المحور الثاني يتضمن مفاهيم وسمات التنمية البيئية والبشرية مع التطبيق على واقعها في المملكة في ظل مسيرة التطوير التي تشهدها. أما المحور الثالث فيتضمن توضيحا لمخرجات التعليم النسائي والتوزيع الديموغرافي ومشاركات المرأة السعودية في مجالات العمل المختلفة الحكومي والخاص والتطوعي كما تناولت المشكلات والحلول في هذه المجالات المتعلقة بعمل المرأة السعودية. واعتبرت سموها المحور الرابع صلب الدراسة لما يتضمنه من نماذج حية عن مشاركات المرأة السعودية في مجالات التنمية البيئية مستخدمة أرقى الاساليب العلمية والتقنيات المتطورة كالاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية /جي اي اس/ والاساليب الجيولوجية والجيوفيزيقية والمسح الجيوديسي المتطور وغيرها مشيرة الى ان هذه النماذج المفروضة تنسجم مع فسيوجرافية أرض المملكة كصحارى ممتدة تقطعها الوديان الجافة وتنتابها مخاطر بيئية. وحصرت سمو الدكتورة مشاعل آل سعود المشكلات البيئية البارزة بالمملكة في ثلاثة مجالات /أولها/ في مجال مكافحة التصحر وتتمثل في نموذجين تطبيقيين أحدهما في صحراء الدهناء والاخر في واحة الاحساء /والمجال الثاني/ هو تنمية الوديان الجافة وتتمثل في نموذجين آخرين أحدهما في /مورفومترية/ وادي نساح بالرياض والآخر عن مخاطر السيول في وادي ضلع بعسير أما /المجال الثالث/ فهو المخاطر البيئية تتمثل في نموذجين أحدهما لمخاطر البراكين والزلازل في المدينةالمنورة والآخر عن الانهيارات في المملكة العربية السعودية. وقالت سموها ان هذه الدراسة ستؤكد بصورة جلية موثقة ان المرأة السعودية استطاعت ان تقوم بدور كبير ضخم وايجابي في نهضة الوطن اضافة الى رسالتها الفطرية الاساسية في بناء كيان أسري متماسك. وخلصت الدراسة الى ان النساء شقائق الرجال وانهن لايستطعن القيام بهذا الدور الا من خلال تحصيل العلم النافع المفيد والتدريب والتخطيط الواعي والسعي الدؤوب للنجاح الدائم الذي يتجاوز حدود الزمان والمكان ونبذ سراب الشهرة والثراء مستشهدة بتاريخ المرأة المسلمة الذي يعتبر من أشرف وأجل الصور العالمية لدور المرأة وتفاعلها مع الحياة نهضة وتقدما.