أعرب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط عن أمله أن تحقق القمة الإسلامية الاستثنائية برئاسة الملك عبدالله بن عبد العزيز خطوات عملية كبرى وان تتكرس من خلالها لغة الحوار والمصالحة التي لطالما نادت بها القيادة السعودية". وأضاف جنبلاط في تصريح ل(الرياض) بقوله: " مرة جديدة يقدّم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز برهاناً واضحاً على تمسكه بالحوار والتقارب من خلال دعوته للقمة الإسلامية في مكةالمكرمة والتي يفترض أن تشكل فرصة جدية لبحث القضايا المهمة التي تواجه الدول الإسلامية والمنطقة بشكل عام، ولاسيما الثورات العربية التي تعبر عن تطلعات الشعوب المحقة نحو الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان". واعتبر أن " المتغيرات الكبرى التي يشهدها العالم بأسره ومنطقة الدول الإسلامية تستوجب التشاور والنقاش السياسي على أعلى المستويات والبحث الجدي في كيفية تحويل التحديات إلى فرص وهو ما دأب الملك عبدالله على السعي لتنفيذه سواء داخل المملكة العربية السعودية أو المنطقة العربية والإسلامية". ورأى جنبلاط أن "ملاقاة تطلعات الشعوب التواقة إلى التغيير هي من مسؤولية القيادات التي ستلتقي في مكة، وهي مدعوة لمواكبة العناوين السياسية الأساسية التي تصب في مصلحة الشعوب ويعيد لها الثقة بأوطانها ودولها". من جهته فصّل رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع الإنتظارات المتوخاة من القمّة الإسلامية في مكة، وقال ل(الرياض): " بأن المبادرة هي جامعة وشاملة وضرورية وخصوصا في هذه اللحظة التاريخية نظرا إلى التحديات التي تواجهها الدول الإسلامية وخصوصا في منطقة الشرق الأوسط". واعتبر أنه كمراقب من الخارج يرى أولويات عدّة يمكن إدراجها في جدول أعمال القمّة أبرزها الوضع السوري الذي وصفه بأنه" غير مقبول البتة بالمقاييس كلها سواء إنسانيا أو استراتيجيا أو أمنيا.. ويتطلّع الجميع أن يصدر عن القمة الإسلامية في مكة موقف واضح جدّا حيال الأزمة السورية، وأن يرسم القادة الحاضرون خارطة طريق لوقفها، وخصوصا أن المواقف جيدة لكنها بحاجة إلى ربطها بخطة واضحة لإنهاء الأزمة بأسرع وقت ممكن". والمأمول من القمة أيضا بحسب الدكتور جعجع " دعم الدّول التي نشأت على اثر بدء "الربيع العربي" وخصوصا في مصر وتونس وليبيا"، ووصف التحولات في هذه البلدان بأنها:" تاريخية أكثر مما هي سياسية بالمعنى البسيط للكلمة، وقدمت شعوب هذه البلدان أثمانا باهظة للانتقال بدولها من مرحلة ما قبل الديمقراطية إلى مرحلة الديمقراطية والتطوّر والانفتاح، وهي تتطلع اليوم لمساعدتها من قبل الدول الإسلامية لبناء مؤسساتها الوطنية واقتصادها". وأضاف:" في خضم كلّ ما يجري في المنطقة نأمل أن تعيد الدول الإسلامية التشديد مجددا على الانفتاح والتعددية والقبول بالآخر في دول المنطقة كافة منعا لاستغلال الفوارق والاختلافات بغية بث الفرقة واستغلالها سياسيا". ويرى جعجع بأن القضية الفلسطينية تبقى محورية في قمّة تجمع شمل الدول الإسلامية بحيث يؤمل " اتخاذ موقف صريح بالالتزام بحلّ جدّي وفعلي لقضية فلسطين يرتكز إلى مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز في القمة العربية في بيروت عام 2002، والتي أعيد التأكيد عليها في مؤتمرات القمم العربية المتعاقبة، واتخاذ موقف واضح بعدم السماح بالمتاجرة بقضية فلسطين وادعاء بطولات فارغة من بعيد على غرار ما فعل النظام السوري، علما بأن الهدف كان إقامة أنظمة ديكتاتورية فحسب بحجة تبني قضية فلسطين في مواجهة إسرائيل". وشدد على أهمية إدراج موضوع الحوار المسيحي الإسلامي في قمّة مكة قائلا:" نأمل ألا يغيب من أذهان الحاضرين هذا الموضوع على الرغم من كثرة المشكلات المطروحة، ونتمنى وضع خطة عملية للسير قدما بهذا الحوار أملا بالتقدم فيه والوصول إلى خواتيم سعيدة". سمير جعجع