دخلت عملية فصل التوأم السيامي المصري (ولاء وآلاء) والتي أضافت انجازاً جديداً يجير باسم «مملكة الإنسانية) وسجلت النجاح العاشر لهذا النوع من العمليات السبت الماضي بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض في ظروف مغايرة عن العادة ومتفردة عن العمليات التسع السابقة وتم فصلهما بعد شهرين وعشرة أيام من ولادتهما مسجلة التوأم الأسرع بعملية الفصل اضافة إلى المفاجآت التي اعترضت الفريق الطبي اثناء مباشرتهما مجريات العملية التي استمرت نحو 13 ساعة تقريباً. ويعتبر تحديد موعد اجراء العملية الذي جاء مباغتاً لجميع المراقبين والمهتمين وقرر قبل موعد العملية بأربعة أيام بعد أن كان مقرر لها بعد شهرين تقريباً، الحدث الأبرز في العملية بسبب العيوب الخلقية الكبيرة في قلب التوأم «ولاء» وما حدث لها من مضاعفات خطيرة في الأيام الأخيرة التي سبقت العملية. وللتعرف على الظروف التي مرت على الفريق الطبي يقول الدكتور هاني نجم الذي شارك ضمن الفريق الطبي كاستشاري جراحة قلب أطفال بمركز الملك عبدالعزيز لجراحة القلب بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض ان التوأم «ولاء» وجدنا اثناء العملية بأن لديها «ضمورا» في البطين الأيمن يضاف إلى وجود الثقب الكبير بين البطينين وعند الفصل كان القلبان منفصلين وهناك غشاء يحيط القلبين اضافة إلى حاجز بينهما وقمنا بفتح الغشاء المغلف للقلبين أحدهما وهي «آلاء» وكان القلب مكتملا و«ولاء» عند فتحه وجدنا ضمورا شديدا وكان تخيلي عند اجراء الاشعة الصوتية احتمالا كبير ان نستطيع في يوم من الأيام أن نقفل الفتحة فقط بين البطينين ويكون لديها مضختان بطين أيمن وأيسر ولكن بعد أن شاهدته في العملية أتوقع وهذا يتضح خلال الأسابيع الأولى إذا نما البطين الأيمن أم لا.. وأتوقع ان البطين الأيمن لن يصلح بأن يكون مضخاً للرئتين وحده وتحتاج وضعها على طريق آخر فمرضى القلب لدينا يوزعون إلى ثلاثة طرق طريق مضختين أو مضخة ونصف أو مضخة واحدة وهي تحتاج مضخة ونصف أو مضخة واحدة وهذا يتوقف على الأسابيع القادمة إذا نما البطين الأيمن وبدا يضخ استخدمناه كمضخة جزئية والباقي يمر للرئتين بالجاذبية وإذا ما نما معناها يترك ويبقى المضخة اليسرى فقط وتحول بقية الدم للرئتين خارج عن القلب بحيث لا يعبر القلب وهذا يتضح في الأيام المقبلة. ويعلق السفير المصري في الرياض محمد قاسم بقوله: «بأن من رأى ليس كمن سمع فالعملية بلغت 13 ساعة متواصلة وجميعها بالنسبة لي كانت ساعات حرجة ومقلقة وسبقها إعداد منذ تسع أسابيع فمتوقع ان يحدث كل شيء ولكن البراعة المهنية التي يتميز بها الفريق الطبي برئاسة الدكتور عبدالله الربيعة تغلب على جميع الظروف وهذا ما يدعو للفخر كمواطنين عرب مسلمين. ويؤكد بأن الطبيب السعودي سجل تفوقاً مذهلاً في السعودية في ظل دعم الدولة وتوفر أحدث سبل العلاج وبالتالي سجل السعوديون تميزاً في هذه العمليات وأصبح حديث العالم في تخصصه في هذا النوع الدقيق والمعقد من العمليات مشيراً إلى ان نجاح العملية هذه سوف يزيد من التلاحم بين البلدين وتبادل الخبرات العلمية والطبية وهذا ما نطمح إليه جميعاً. ويشير الدكتور سعود الجدعان استشاري جراحة الأطفال بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض والذي شارك في سبع عمليات سابقة ان هناك تحديات حصلت في العملية وهي ليست غير متوقعة بالمعنى الصحيح منها اتصال جزء من الأمعاء والبنكرياس والقنوات الصفراوية وكل ما حدث هو ان ساعات العملية طالت قليلاً. وأكد ان هذه العملية أضافت له الشيء الكثير حيث يقول في السابق كان هناك معناه بعض الضغط النفسي ولكن الآن هناك احساس كبير في الثقة بالنفس والزملاء والصرح الطبي فبالامكانيات والزملاء المشاركين والثقة والخبرة التي اكتسبتها تستطيع وتتعامل مع أي حالة من هذا النوع من العمليات مستبعداً ان يكون للتوأم مشاكل في عملية الانجاب بعد الفصل. ويصف وقت محاولة الكشف عن اتصال القنوات الصفراوية بأنها مرحلة حرجة حيث اضطر الفريق إلى اجراء اشاعات ملونة فأخذت نحو ساعة وهذا ما كنا مخططين ومجهزين لها ودخل الفريق الطبي في نقاش حول سير القناة ولم يكن هناك استعجال بذلك ولله الحمد. أما الدكتور محمد النمشان استشاري جراحة الأطفال بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض والذي شارك في أربعة عمليات فصل من هذا النوع يقول ان هذه العملية لها ظروف خاصة ولكن الخبرات والامكانيات الموجودة في المدينة تذلل الكثير منها وبالتالي هناك صعوبات كبيرة مثلاً في فصل التوأم السيامي البولندي «اولغا وداريا» أما في الحالات التي تم فصل الكبد والأمعاء والقنوات المرارية والصفراوية هي من أصعب الحالات وأعقدها. من جهته أوضح الدكتور مناف العزاوي رئيس قسم جراحة التجميل بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض انه شارك بالعملية مع زميله الدكتور عبدالله النملة وكانا متواجدين في العملية للمساعدة في إغلاق جرح العملية وفي حالة ان الفتحة كانت أكبر من العملية. وقال ان الفراغ لم يكن مشكلة لوجود الخطة الأولية والثانوية وكان لحرص معالي الدكتور عبدالله الربيعة على اكسابنا الخبرة والمشاركة بالعملية كان بامكان جراحي الأطفال ان يقوموا بإغلاق الجرح اضافة إلى ان مهمتنا كانت في الإغلاق المبدئي.