أصدر الرئيس المصري محمد مرسي أمس قراراً جمهورياً بإعلان حالة الحداد لمدة 3 ايام على أرواح الشهداء الذين سقطوا في عملية سيناء أول من أمس. كما اصدر مرسي قرارا بتكريم كل من استشهد او أصيب فى احداث سيناء، بنفس تكريم شهداء ومصابي ثورة 25 يناير. وأوضح المتحدث باسم رئاسة الجمهورية د. ياسر علي انه ستجري غداً جنازة عسكرية للشهداء الذين قتلوا فى الحادث. وحول ما يتردد من اتهامات لطرف او آخر بالضلوع في الحادث ، قال ياسر علي كافة الأجهزة الأمنية تعمل على مدار الساعة للتحقيق في هذا الحادث وسرعة القبض على الجناة وسيعلن فى اقرب وقت النتائج التى ستسفر عنها التحقيقات. وكرر ياسر علي التأكيد على ان هذا الجرم لن يمر أبدا دون ان يدفع من قام بهذا العمل ثمن ذلك ، معربا عن كل التعازي لأسر الشهداء والتمنيات بالشفاء العاجل للمصابين. وأضاف ان هناك إجراءات تتخذ للتأكيد على سيادة الدولة المصرية على سيناء كاملة وهذا امر ليس محل شك او نقاش. في هذه الأثناء، توعد الجيش المصري أمس ب "الانتقام" لمقتل 16 من قوات حرس الحدود في الهجوم الذي شنه مسلحون "جهاديون" تسللوا بعد ذلك الى اسرائيل مستخدمين مدرعة مصرية استولوا عليها قبل مقتلهم على أيدي الجيش الإسرائيلي، في أخطر هجوم تتعرض له القوات المصرية في سيناء منذ توقيع معاهدة كامب ديفيد في العام 1979، فيما أعلنت حكومة غزة الاستنفار الكامل لقواتها على الحدود في رفح وأعلنت إغلاق جميع الأنفاق منعاً لأي تسلل. وتحت عنوان "نقسم بالله إنا لمنتقمون"، أعلن المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية في بيانه بثه "ادمن" صفحته الرسمية على الانترنت واذاعته ووكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ليل الاحد/ الاثنين. وقال "نحن لسنا ضعفاء أو جبناء أو نخشى المواجهات، ولكن من الواضح أنه لم يعد يفهمنا الجهلاء ذوو العقول الخربة التي تعيش في عصور الجاهلية، نحن راعينا حرمة الدم المصري لكن ثبت اليوم أنهم ليسوا مصريين، رحم الله شهداءنا الأبرار وإنا غدا لمنتقمون". واضاف البيان ان مرتكبي الاعتداء على حرس الحدود المصريين "لا دين لهم ولا ملة وإنما هم كفرة فجرة، أثبتت الأيام أنه لا رادع لهم إلا القوة وسيدفع الثمن غاليا كل من امتدت يده طيلة الشهور الماضية على قواتنا في سيناء، سيدفع الثمن غاليا أيضا كل من تثبت صلته بهذه الجماعات أيا كان وأيا كان مكانه على أرض مصر أو خارجها". في غزة أعلن اللواء جمال الجراح قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في غزة أمس عن "استنفار الأمن الوطني لكافة قواته بنسبة 100% للحفاظ على الأمن المشترك بين مصر وقطاع غزة". وقال الجراح في تصريح صحافي نشر على موقع وزارة الداخلية "(هناك) تعاون ميداني بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية ونظيرتها المصرية لحفظ الحدود الجنوبية لقطاع غزة ومنع دخول أي من العابثين للقطاع عبر الحدود". وقال "من المعلوم أن التواصل والتعاون بين الحكومة الفلسطينية وجمهورية مصر العربية مستمر على مدار الساعة". وكان مسلحون مجهولون اقتحموا مساء الاحد مركزا امنيا مصريا حدوديا مع اسرائيل اثناء تناول الجنود طعام الافطار فقتلوا 16 منهم ثم استولوا على مدرعتين ودخلوا باحداها الاراضي المحتلة حيث تصدى لهم سلاح الجو الاسرائيلي ودمر المدرعة بمن فيها. وقال وزير الحرب الاسرائيلي ايهود باراك أمس ان ثمانية رجال مسلحين من جماعة جهادية عالمية قتلوا خلال محاولتهم اختراق الحدود الاسرائيلية مع صحراء سيناء المصرية. وأضاف ان اسرائيل على اتصال مع السلطات المصرية "لنرى ما اذا كنا نستطيع تقديم المساعدة." ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أمس عن تحقيقات الجيش الإسرائيلي أن الطيران الحربي قتل المهاجمين بعد توغلهم مسافة كيلو مترين في الأراضي المحتلة ووصلوا إلى شارع يستخدمه مدنيون. وذكرت "يديعوت أحرونوت" أن إحدى المدرعتين "المخطوفتين" توغلت إلى عمق كيلو مترين في الأراضي المحتلة ووصلت إلى شارع يستخدمه المدنيون الإسرائيليون بين بلدتي "ييفول" و"ييتد" وعندها تم قصف المدرعة وعندما خرج منها مسلحون تم قتلهم بنيران قوة إسرائيلية خاصة بعد تبادل إطلاق النار بين الجانبين. ووجهت وسائل الإعلام الإسرائيلية انتقادات إلى الجيش الذي تفاخر بصد الهجوم بنجاح كبير بينما في الواقع تمكن المسلحون، الذين يعتقد أنهم ينتمون إلى خلية تابعة لحركة الجهاد العالمي، من التوغل داخل الحدود. وقام رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بيني غانتس بجولة في منطقة الهجوم برفقة قائد الجبهة الجنوبية في الجيش اللواء طال روسو، الذي قال "في كل مكان حاولت المركبة التوغل فيه واجهت قوة" عسكرية إسرائيلية. وأضاف روسو أنه "جرت هنا اشتباكات كثيرة حتى تم القضاء عليها (أي على المدرعة) وقد أغلقت قوات من سلاح المدرعات وسلاح الجو وقوات برية الطريق أمامها، وفي نهاية المطاف تم تدميرها من الجو والبر". من جانبه قال غانتس إنه "قبل انتهاء التحقيقات، فإنه تم هنا منع حدوث كارثة كبيرة جدا، وعملية عدائية معقدة جدا، من جانب إرهابيين مرتبطين بسيناءوغزة، وبتعاون جيد للغاية بين قوات الاستخبارات وسلاح الجو والقوات البرية وقوات المدرعات وسلاح المشاة والشاباك" وأن كل هذه العملية دامت 15 دقيقة فقط.