لو جاءتنا صحيفة يومية أو مجلة أسبوعية بفكرة إظهار قائمة سنوية (مثل ميزانيات الشركات ..!) تُظهر أسماء من تتّفق على نزاهتهم، من قضى نحبه ومن ينتظر من الموظفين العموميين وقطاعات الخدمات القيادية، وأفراد آخرين نساء ورجالًا خافوا الله فيما اؤتمنوا عليه، أو ساعدوا في كشف متلاعب بالمال العام، وقابلي الرشاوى، أو تعرية خطط نهب قبل وقوعها. وبما أننا - كمجتمع - نعترف ضمناً بتعبير اسمه «النخبة» أو بالأجنبية ELITE أي النخبة والصفوة أو زهرة المجتمع. فإنني أقترح تعبيراً آخر نأخذه في حديثنا الاجتماعي ألا وهو «النزاهة» أو الاستقامة أو التجرد. ومثلما سارت مجلات دولية مثل مجلة FORBES على إطلاق تصنيف سنوي عن «أغنى مائة رجل» أو «شخصيات» العام. دعونا نبتدع تعبيراً جديداً اسمه «أنزهه الرجال». أقصد أولئك الذين عُرفوا بالنزاهة والاستقامة في حياتهم العملية. الأطروحة تحتاج إلى بحث دقيق واستنباط ومتابعة. هذه الأطروحة سوف لا تؤذي أحداً لكنها تدرج أسماء النزيهين سواء أكانوا متقاعدين أم على رأس العمل. ولا يعني أن من لم يدرج اسمه هو ظالم أو غير منصف أو غير مستقيم. لكن إدراج الأسماء سوف يميزهم ويكافئهم. كذلك لن تقول الكشوف «هذا التقي الطاهر العلَم» أو أنهم من (المصطفين الأخيار). صاحب أو صاحبة الجهد سيتجرد، ويقول الحق حسب أعمال الشخصية، وقول المجتمع، وثنائه وإطرائه لتلك الشخصية. فالناس كما تقول الأعراف والحِكم لايمكن أن يجتمعوا على خطأ، أو على شيء يفتقر إلى الصواب. هذا الإدراج يُثري ذاته سرّياً، ويُناقش بأسلوب مكتوم من قبل أناس لا يباح بأسمائهم ومن ثم تدخل المطابع. لماذا نهتم بأكثر الناس ثراء ولا نهتم بأوفر الناس نزاهة؟! فكما أن نشر أسماء أعلام المال والأعمال ربما أُريد به وسيلة توزيعية للمجلات أو كسب ثقة قراء، أو إظهار عدم المجاملة الشخصية . ومن الواضح أن أكثر المجلات التي تعتني بهذا النوع الإعلامي لا تختار إلا الأشخاص الذين ربحت تجارتهم في مجال أو مجالات من السلع والخدمة. وواضح أنها لا تورد أسماء ورثت، أو لها طرف أو صلة بإدارات حكومية، وإلا لاحتاجوا إلى أطنان من الورق وصافّي الحروف لإخراج العدد..